تزوجت واكتشفت صعوبة طباع زوجتى من ناحية العصبية والغيرة الشديده والنكد المستمر وعدم حبها لاهلى وتم الطلاق بناء على رغبتها من دون ابداء اسباب وبعد ذلك طالبت بالعوده ورفضت تماما العوده اليها ولكنها استعملت سلاح الابناء حيث لدينا ولد وبنت وتمت العوده على الرغم منى من أجل الأبناء.
ولكننى مازلت أعانى الامرين من طباعها حيث تريد عزلى عن العالم لها فقط ولأسرتها فقط مما يجعلنى لا أستطيع التواصل وأجدنى أرغب فى إنهاء العلاقة وأشعر بتأنيب ضمير من أجل الأبناء لا أعلم متى تنتهى تلك المعاناه وماذا أفعل؟
ع- خ / مصر
أخي الفاضل أهلاً بك، أليس هناك منطقة وسطي ما بين الحياة رغماً عنك أو الطلاق ألا توجد نقاط تفاهم ومنطقة مشتركة بينك وبين زوجتك، بالتأكيد هناك نقاط تفاهم كثيرة، حتي وإن كان هذا هو عيبها الوحيد وهو خطير عيب طبعاً، ومن المؤكد أنك تستطيع أن تشرح لها طبيعة الرجل وكونه يختلف عن طبيعة المرأة فإذا كانت المرأة تستطيع البقاء في بيتها والاستغناء عن أصدقائها والإبقاء علي زوجها وأولادها، فللرجل طبيعته المختلفة فالرجل ليس بيوتوي ويحب أن تكون له علاقاته المتعددة بزملاء العمل والصداقات وأن تستمر علاقته بأهله، إضافة إلي مسئولياته الكثيرة التي تتطلب منه الخروج بشكل مستمر من البيت لأن المرأة إذا كانت بيتوية بطبعها تركن إلي البقاء بالمنزل وسط اولادها، فالرجل جبل علي الخروج والسعي والانطلاق في أرض الله الواسعة.
أخي الفاضل عليك أنت أيضاً بتفهم نفسية زوجتك، وتقدير مطالبها رغم غلوها وعدم مشروعيتها، فأنانيتها المفرطة في الاستئثار بك وحدك ليست أنانية بالمعني الواضح لك وليست حب تملك أو استحواذ بقدر ما هي رغبة فيك وحباً لك، ومن هذا المنطلق يمكنك التفاهم معها موضحاً لها أن غيابك عن البيت له ضروراته، وأن وجودك الدائم بالمنزل من شأنه أن يؤدي إلي فتور العلاقة بينكما وخمود الرغبة والشوق ومن ثم يولد الملل الذي يؤدي بدروه إلي نشوب الخلافات ونشوء المشكلات، عكس الغياب عن البيت بعض الوقت الذي يولد الشوق واللهفة ويشعل لهيب الحب ويقلل مساحة الخلافات والتصادم بينكما، ويمنح كل واحد منكما الفرصة في مساحة من الاستقلال والحرية.
فكر في كل هذه الحلول وحاول إقناعها قدر استطاعتك طالما أنت متمسك بها وتشعر بالمسئولية تجاه أطفالك فهم يستحقون منك شيء من التضحية والتحامل علي نفسك لبعض الوقت، وتأكد أن زوجتك ستتفهم موقفك في يوم من الأيام ولن يطول بها الحال وهي علي موقفها، لأنه بمرور الأيام وزيادة الأعباء ستجد نفسها مشغولة عنك بأشياء أخري كثيرة، كل ذلك قد قد تساهم في تعديل التركيبة الفكرية التي تسيطر عليها الآن، إن الزواج سيدي الفاضل يحتاج من الطرفين قدر من الحكمة والصبر والتعقل في مواجهة المشكلات والوقوف علي أسبابها ومحاولة حلها بهدوء، في هذه الحالة تكون النتيجة جيدة ورائعة وغير مخيبة للآمال، عكس الاندفاع والتسرع والحكم بالفشل علي تجربة لازالت في طور النمو، افتح مع زوجتك صفحة جيدة بيضاء خالية من التشاحن والتصادم وحاول أن تحتويها بحبك وتغمرها بعاطفتك نحوها لتشعر بالأمان وتطمئن إليك فتترك لك مساحة للتنفس بحرية، وأخيراً أقول لك حتي لو أنك فقدت بعض أسباب السعادة والاستقرار الآن فجاهد في سبيل الحفاظ علي البقية الباقية وتمسك بحقك في إصلاح زوجتك وتقويمها باللين والرفق والحب، وتأكد أن الخير سيكون في انتظارك إن شاء الله لأن هدفك نبيل وهو الحفاظ علي بيتك وعلي أولادك.
واقرأ أيضاً :