تزوجت امرأة مطلقة وأنجبت منها ثلاثة أطفال أكبرهم عشر سنوات وأصغرهم سبع سنوات والمشكلة أنها امرأة متعجرفة لا تقبل النقد وسليطة اللسان وبعد كثرة المشاكل بيننا طلقتها، فأقامت علاقة مع أحد أفراد أسرتي سيئ السمعة، ولما علمت بذلك تصديت لهذه العلاقة بكل الطرق حفاظاً علي سمعة أولادي، ولكنها استمرت في العناد حتى اكتشفت أن هذا الشخص يتسلي بها فقط فرجعت نادمة، وقبلتها وسامحتها وعادت إلي عصمتي، وعادت ريما لعادتها القديمة وزيادة وأصبحت تتطاول عليا وتسبني وتسب أهلي فطلقتها مرة أخري فتركت لي الأولاد، واستأجرت شقة وأقامت فيها حوالي ثماني أشهر ثم تزوجت من ابن عمتها وهو متزوج من اثنتين غيرها.
وكانت النتيجة أن أولادها أصبحوا يكرهونها ولا يريدون رؤيتها أو الكلام معها، فظنت إني أحرض الأطفال عليها وأصبحت تهددني هي وزوجها وتحاول ابتزازي بإيصال أمانة كنت حررته لها قبل رجوعي إليها في المرة الأولي، حتى تضمن أني لن أؤذيها بسبب العلاقة التي أقامتها أثناء طلاقها وادعت أنها مزقته بعد رجوعها إلي لأنها تعلم إني لن أؤذيها لأني فعلاً أحبها، وأنا الآن أما أن أرغم الأولاد علي معاملتها معاملة حسنه أو أن أدخل معها في صراع في المحكمة أو أعطيها المبلغ الموجود في الإيصال، ونجوم الشمس أقرب لها من أي حاجه من دي لأني لا يمكن أغصب أولادي علي حاجة مش عايزنها أو أظهر بمظهر المهزوم أمامهم، أو أديها فلوس تتسرمح بيها مع الأفندي بتاعها، واللي يحصل يحصل، وآدي آخرة اللي يآمن لواحدة ست مع احترامي لستات كتير كويسة بس النصيب بقي، وحسبي الله ونعم الوكيل، ولو سمحتم شاركوني برأيكم.
المظلوم – القاهرة
واقرأ أيضاً :
رحيل زوجي المفاجيء كسرني ..أعمل إيه
مخطوبة لمتزوج اكبر مني ب 20 سنة ..أنا ضايعة
طلقت من زوجي وتزوجت صديقه وخنته ..حياتي ضايعة
من يطلب احترام الآخرين عليه أن يقدم القرابين ويدفع ثمن ذلك، والحق أنني لن ألوم زوجتك كثيراً لأنها ما تمادت في غيها وضلالها إلا بسبب تهاونك معها إلي هذه الدرجة وما استمدت قوتها إلا من ضعفك وخنوعك، يا أخي الفاضل إن الأخلاق لا تعني أن تتنازل عن كرامتك والتسامح ليس معناه أن تكون ديوث، والرجولة التي تخلو من القوة والحزم هي رجولة منقوصة، سيدي لقد أسأت الاختيار ليس لأنها مطلقة، لكن لأنك طلقتها وأعدتها إلي عصمتك مرة أخري رغم سلاطة لسانها وسوء أخلاقها، لقد أسرفت علي نفسها كثيراً بتعاملها معك باستهتار واستهانة وعدم تقديرها لعواقب ما تفعله، وحتى عدم إحساسها بالمسئولية عن بيتها وزوجها وأولادها الذين يسوؤهم ويشوه صورتهم ما تفعله.
إن مطلقتك لم تقدر لك أي حب أو حسن عشرة، وأنا لا أطلب منك أن تعاملها بالمثل لأنك المفروض أكبر من ذلك أولاً، وثانياً لأنها مهما فعلت فهي أم أولادك وسوف يضيرهم كثيراً أن يصل الحال بين والديهم مهما كانت الخلافات إلي درجة التشهير والتجريح، لأن العشرة قد تنتهي لكن العلاقات الإنسانية لا تنتهي خاصة مع وجود أطفال ينتسبون للطرفين، في الحقيقة أنا لا أحمل هذه المرأة مسئولية ما وصل إليه حالكما وحدها لأنك مسئول بشكل أو بآخر عن سوء سلوكها وتصرفها حين تركت لها الحبل علي الغارب، وحين لم تتصرف معها بشكل إيجابي رادع واستسلمت لها حتى تحولت إلي وحش فجر في خصومته.
فإذا كانت العلاقة بينكما قد انتهت وراح كل إلي حال سبيله فلا أقل من أن يتعامل كل منكما مع الآخر في إطار الاحترام وأن يعلو كل منكما علي خلافاته الشخصية نظراً لوجود أطفال لا ذنب لهم في تجرع مرارة الخصومة والتحول إلي حالة العداء بينكما وذاك هو أدب الخلاف النبيل بين شركاء الحياة السابقين، الذي حدثنا عنه أستاذنا الراحل عبد الوهاب مطاوع، فإذا كنت ستخسر هذه الجولة وتتنازل لمطلقتك وتنفذ لها مطلبها فلسوف تكسب في النهاية نفسك واولادك حين تحرص علي ألا تكسر مشاعرهم وتشوه صورة أمهم في عيونهم، وسوف تجد أن تصرفك بنبل وحسن خلق هو تصرف يتسق تماماً مع طبيعتك كشخص محترم حريص علي مصلحة أولاده وإن تعارضت مع مصلحته الشخصية، شخص يقدر الآخرين ولا يتعامل معهم بمساوئهم ولا يفجر في الخصومة، ويسمو فوق الاعتبارات الشخصية لاعتبارات أعمق وأكثر إنسانية، وهذا الموقف قد يدعو مطلقتك إلي الخجل من نفسها ومراجعة مواقفها وسوء سلوكها والندم علي ما بدر منها في حقك وفي حق نفسها وأولادها.
إن ما أقوله لك لا يعني أنها حين تعود إليك نادمة تطلب الصفح أن تعفو وتصفح وتعيدها مرة أخري، كلا، لأن مثل هذه المرأة بتصرفاتها المشينة لم تعد تصلح زوجة حتى لو كنت لا زلت تحبها، إذ ما معني الحب لإنسانة لم ولن تقدر هذا الحب، لكنني حينما أدعوك للصفح فأنا أدعوك لطي هذه الصفحة تماماً والتخلص من كل ما يضايقك أو ينغص عليك وعلي أطفالك حياتكم، والتفرغ لأولادك، ومحاولة تعويضهم عن حنان أمهم، أنا أعرف أنها مسألة صعبة للغاية، لكن إذا كان هذا هو قدر الله وتلك مشيئته فما علينا سوي الامتثال لأمر الله وإرادته، والرضا بما قدر، والله قادر علي أن يعوضك خيراً ويرزقك بمن تصون عشرتك وتكون لأولادك أماً ثانية، المهم الآن هو أن تطوي صفحة الماضي تماماً، وتبدأ حياتك من جديد وتتعلم من هذه التجربة أن تفكر ألف مرة في كل شيء، وتختار دائماً الصالح لك ولأولادك.
سيدي الفاضل حاول أن تصل معها إلي حل وسط بشأن تهديداتها لك بالشكل الذي لا يضرك مالياً وفي نفس الوقت لا يضر بنفسية أطفالك، حاول أن توسط بينكما رجل ذو مروءة وشخص محترم يحاول تسوية هذه الخلافات بينكما بالشكل الذي يوقف تهديداتها من جهة ويجعلك تعيش مستقراً آمناً أنت واولادك من جهة أخري.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ أيضاً :
مش مقتنعة بيه لأنه مش فارس أحلامي
الوحدة مرعبة .. عمري عدي ولم أتزوج
قواعد أساسية للإتيكيت في الحياة الاجتماعية