أبي توفي منذ 8 سنوات وأمي كانت ترفض فكرة الزواج رغم أنها كانت 37 سنه وجميلة وتعدد العرسان ومراكزهم وهي عملت في مكتب أبي محاميه بعد وفاته لأنهما كانا محاميان ولكن من حوالي سنتين كانت تجعلني أساعدها في كتابة عقد زواج عرفي بدون أن تجعلني أري ما هو لكن أنا بفضولي رأيت أول الصفحة من غير علمها فعرفت فقالت إنه لعميل مسيحي فقلت لها أن هذه الديانة تحرم هذا الزواج لأني أدرس الحقوق.
فقالت ليست مشكلتي لظروفه الصحية السيئة يحتاج لرعاية امرأة وبعدها بحوالي 8 أشهر كتبت واحد أخر مع العلم أن الأول لم يتم فعرفت كالأول ولم اقرأه جيدا لكن العنوان فقالت إنها تجربه رغم أنها كتبت واحد أخر سابقا، لاحقاً اكتشفت أنه لها هي وأنها تزوجت من شخص تزعم أنه كان صديق أبي وزادت شكوكي، فقد كان يشتري لنا السمك ويأخذنا في رحلات علي الطريق السريع وأمي تقول إن المال قليل وبعدها تشتري أشياء غالية ومرة كانت ترتدي ملابس قصيرة تحت ملابس الخروج رغم وجود ملابس أخري وأخيراً كان يدفع لنا المصيف وقام بالعوم مع أمي هذا الصيف وأنا كنت معهم وكل عائلتي أبي وأمي يعرفون ويكذبون علينا أنا وأخويا و هو يعرف لكننا لا نريد أن نخبرها لأنها دائماًِ تكذب ولن تقول الحقيقة مع وجود دلائل علي كذبها أنا أشعر بالوحدة والفشل وقد اثر هذا الموضوع وأريد الانتحار لكن النار ليست حلاً ماذا أفعل؟
مايا – المنصورة (مصر)
أهلاً بك، هل الانتحار هو الحل لمشكلتك؟ لو كان كذلك ما كان الخالق سبحانه وتعالي قد حرمه علي عبداه، وهل مشكلة زواج أمك تفعل بك كل ذلك، أنا لا أهون عليك لأنني أعرف أن الأم تعني القدوة والمثل الأعلى والقيمة الكبرى، لكنني فقط أفكر معك بشيء من العقل، المشكلة في أنها إن صدق ظنك بها تخفي ما تفعله ومعني أنها تخفيه أنها تشعر بأنه خطأ أو فعل شائن، رغم أن الأفضل له أن تلتزم النهج السليم وأسلوب المصارحة، لأن الزواج شرع الله وشريعته ولا أحد يعترض علي طلبها للعفة والحصانة، لكن الاعتراض هو أن يتم ذلك في السر وفي الخفاء وكأنها لا تتزوج، فلماذا تقبل أن تضع نفسها موضع الشبهات، وترضي لنفسها وهي السيدة الفاضلة والأم والقدوة أن تكون صورتها هكذا.
في كل الأحوال ليس لك إلا أن تواصلي برها واكتساب عطفها، والحدب عليها لأنك مأمورة من الحق سبحانه وتعالي بالطاعة لها والبر بها والعطف عليها، ولا مانع من أنت تصاحبيها وتصادقيها وتكونين لها الصديقة والعون، اقتربي منها وافهمي ظروفها والتمسي لها الأعذار، فربما تفهمت موقفها وقدرت ظروفها، فالمصارحة في هذه الأمور أفضل الطرق للوصول إلي حلول، لأن والدتك من المرجح أنها تمر بأزمة منتصف العمر وهي الفترة التي تشعر فيها المرأة بأن شبابها قد أو شك علي الزوال وجمالها قد أوشك علي الذبول، فتسعي لإثبات أن الحياة لا زالت أمامها بطرق شتي ، مثل الرغبة في الزواج إن كانت أرملة، أو التصابي وارتداء ملابس لا تناسب سنها ووضع المكياج المبالغ فيه، أو الزواج ممن يصغرها سناً.
المهم أن تقفي بجانبها دائماً ولا تعنفيها وتفهمي ظروفها النفسية، وأن تقنعيها بضرورة أن تفعل كل شيء في النور وبالطرق السليمة وأن اللجوء للطرق الملتوية فيه أكبر الخسارة لها، واشرحي لها كيف أنها غالية وعليها أن تظل هكذا فلا ترخص نفسها أبداً، من يرغب بها عليه أن يلتزم بالطريق المستقيم و الشرع، المهم ألا تسيئين إليها وأن تعامليها بالحسنى ولا تنسي أن الله سبحانه وتعالي وصانا بها من فوق سبع سماوات ” ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ” وقد أوصانا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بها حين جاء إليه أحد الصحابة يسأله من أحق الناس بحسن صحابتي ” فقال صلي الله عليه وسلم: أمك قال ثم من قال أمك، قال ثم من قال أمك، قال ثم من قال أبوك “، فواصلي برك بها وإحسانك إليها لأنها أمك ولا تسييء الظن بها والتمسي لها الأعذار، واغفري لها أخطائها، واقتربي منها فقد تفتح قلبها لك فالبنت دائماً صديقة أمها وأقرب مخلوق إليها، ومن غيرك يمكنه أن يلتمس لها العذر ويأخذ بيدها.
حبيبتي لا تتخلي عنها فقد تكون بحاجة إليك وقد تكون بحاجة إلي سند بعد وفاة أبيك، فتفهمي احتياجاتها ولا تقفي منها موقف الضد، بل احميها من نفسها إن أخطأت وساعديها علي التماس الطريق السليم وكوني عوناً لها وسنداً، ولا تكوني أنت السكين الذي يقتلها، فوقوفك إلي جوارها ومساندتك لها قد يدفعها إلي التغلب علي عثراتها والسيطرة علي ضعفها والتفكير بشكل سليم، والتراجع عن ما قد يسيء إليكِ وإليها، لكن القسوة عليها قد تجعلها تغض الطرف عن ما هو صالح لها وتمضي قدماً في طريق العناد، فلا مانع أبداً من أن تكوني أنت البوصلة التي توجه والدتك نحو الطريق السليم، لا مانع من أن تعرف عن طريقك أن دورها في الحياة أكبر بكثير من مجرد حالة زواج عرفي تتم في الخفاء أو علاقة مستترة أساسها مجرد ورقة، المهم أن تفعلي كل ذلك بمنتهي الحب والصدق مع والدتك وكأنك تخافين عليها، لتستشعر هي ذلك فتتنبه وتعيد حساباتها وتراجع نفسها
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية