السلام عليكم,فى البداية أود أن أعطى فكرة عن شخصيتى, لقد أعطانى الله كثير من نعمه مما يجعلنى محل غيرة من الكثيرات من البنات حولى لقد تخرجت العام الماضى من إحدى كليات القمة لدى 22 عام ومتدينة,عاقلة,على قدر كبير من الجمال, جذابة ومتميرة بين أصدقائى البنات و محل إحترام الشباب.
تقدم لى الكثير ولكن لم يوفقنى الله فى الارتباط بأحد فىالبداية كان السبب هو عدم موافقة أبى من الارتباط أثناء الدراسة و بعد ذلك لأسباب مختلفة لذلك لم أدخل فى مشاكل عاطفية سوى مرتان وفى كل مرة كانت ينتهى ارتباطى بصدمة كبيرة جداً تجعلنى أعيش فى حالة يأس وإحباط ورفض داخلى للدخول فى مثل هذه الارتباطات مرة أخرى وفى كل مرة كنت أعيش فى هذة الحالة لأكثر من سنة مع العلم أن تلك المرتان لم يكونا علاقة حب بل كانوا مجرد إرتياح للشخص و عائلته و مستقبله وظروفه و الأهم من كل ذلك حبهم الكبير لي والذى كنت أخاف أن لا أعوضه ولكن كما ذكرت لم يكتمل المشوار مع أى منهم.
الأول لأنى أحسست أن طموحى أكبر منه بكثير ولكنى عندما رفضته عشت فترة كبيرة يملكنى إحساس بالذنب تجاهه إلى أن تعرفت على الثانى و لكنى كنت لا أزال فى حالة سيئة مما جعله ينتظرنى أكثر من سنة، بدون أى وسيلة إتصال لذلك قررت الموافقة عليه ولكن بعد فترة حدثت بعض المشاكل بين الأسرتين مما جعله ينهى الموضوع بشكل فيه ندالة كبيرة فدخلت فى حالة نفسية أسوء مما كنت عليها بكثير لصدمتى به ولن أود التأكيد للمرة الثانية إننى لم أأشعر بيمل عاطفي نحو أى منهما.
وأخيراً قررت أن أبتعد عن مثل هذه المواضيع وأن أركز في مستقبلى و دراستى فقط وعشت بهذا القرار لأكثر من عام و كنت أـرفض فى هذه الفترة كل من تقدم لى بدون تفكير رغم أنها كانت من وجهة نظر كل من حولي أنها فرص نادرا ما تأتى لأحد ولكننى صممت أن أعيش وحيدة و كنت في هذة الفترة فى حالة نفسية سيئة جدا.
أود أن أذكر أننى طوال فترة دراستى كنت أتمتع بسمعة جيدة جداً وسط كليتى لأننى لم أرتبط بأحد منها ولم أسمح لأحد بتعدى حدوده معى، و استمر الحال هكذا إلى أن تعرفت على زميل لى فى الكلية وكان فى في نفس دفعتي وسني وكنا وقتها في العام النهائى لنا وكان إنسان فى منتهى الطيبة و الحنية، و هذا ليس رأيي فقط بل رأي كل من يعرفه.
تعرفت عليه و أنا فى الحالة التى ذكرتها فكنا أصدقاء لفترة، وبعدها أحس هو بمشاعره نحوى تزيد ولكنه لم يعترف لى بذلك لأنه كان يحس بحالتى النفسية السيئة من مواضيع الارتباط ولكنه لم يكن يعرف السبب و لكنى كنت أحس به أنا أيضاً، و أحس بمشاعره تجاهى، ورغم مكانته الكبيرة عندى كنت أتظاهر برفضى لهذه المشاعر وكان سبب ذلك خوفى الكبير من التجربة ولكنى بعد فترة تنازلت عن قراري، و نويت خوض التجربة مرة أخرى لما لمست فيه من من حب تجاهي، وأيضاً بعد نصائح من حولى، والأهم إحساسي تجاهه الذى لم أحسه من قبل، وهذا شجعه على مصارحتى بحبه لى، و كان ذلك بداية أحلى فترة عشتها فى حياتى مهما رويت عن حبه لى لم أتمكن من وصفه و هذا جعلنى أحبه حباً كبيراً جداً و أحب كل أصدقائنا هذا الحب لأنه كان حباً إيجابياً غير كلانا من داخله.
وظلت علاقتنا علي أعلي درجات التفاهم نتيجة طبعه الهادئ الودود الرحيم الطيب، ولكن فرحتى لم تكتمل، لأني من أول يوم صارحنى بحبه طلبت منه أن يعلم أهله بهذا الحب و أنا أيضاً أخبر أهلى وقد صارحت أمى بكل ما حدث وفرحت كثيراً أولاً لأنها كانت مشتاقة أن ترى الفرحة في عينى والتى فقدتها لفترة كبيرة وثانيا لأنها كانت مرتاحة داخلياً لهذا الشخص لما سمعته عنه منى، ولكنه أخبرنى بأنه لن يخبر أهله إلا بعد الانتهاء من الدراسة حتى لا يعترض أحد عنده، وقتها كان يتبقي شهران على الانتهاء من الدراسة، لذا وافقته على أن نكون أصدقاء في هذه الفترة، ونتعرف أكثر على بعض إلى أن يصارح أهله.
وخلال هذه الفترة اقتربنا من بعض أكثر و اخبرته عن كل شىء عنى وكل ما مررت به وهو أيضاً ولم تكن له تجارب كثيرة مثل باقى الشبات ولكنها كانت محدودة وظللنا هكذا إلى أن انتهينا من الامتحانات وبالفعل ذهب وحكى لوالدته والتى عرفت منه أن رأيها هو كل شىء في بيتهم وللأسف بدون أن تعطى فرصة له رفضتنى رفضاً مبالغاً فيه وذلك لسبب واحد هو أننى من حى شعبى وهم من حى راق، ولأن عائلتى ليس بها وزراء أو مستشاريين مع العلم أننى و أخوتى خريجى كليات قمة ووالدى له وظيفة محترمة فى إحدى الشركات العالمية ومع العلم أيضاً أن عائلتهم لا يوجد بها وزراء أو مثل هذا ولكنها تحلم لابنها بمثل هذا المستوى حتى يرتقى بنفسه.
وتعددت المحاولات واستمر الرفض منها وكثرت المشاكل بينه و بين والدته وعاملته أسوأ معاملة حتى يبتعد عنى ولكنه كان دائماً يحب أن يرضيها لأنه كان كل حاجة فى حياتها وتعويض لها عن حياتها المريرة مع والده والتى مازالت مستمرة لأجل سمعته هو و أخواته الصغار ,هو يعترف أن والدته طبعها صعب و قاسى جداً وأن أهم ما تقيم به أى إنسان هو وضعه الاجتماعى، بصرف النظر عن أى شىء آخر، ووالده لا حول له ولا قوة.
عندما اسودت الدنيا أمامنا قررنا أن نفترق ومر كل منا بأسوأ حالة في حياتنا، وبعد كل منا عن معظم أصدقائنا كى يعطى الفرصة للآخر الاقتراب والتجاوب معهم لأننا كان من الصعب أن يجمعنا مكان واحد فى هذا الوضع وضحى كل منا بأشياء كثيرة من أجل الأخر , ولا أنكر أنه يستحق كل التضخية، فهو ما علمنى كيف أضحى من أجل من أحب وعلمنى أيضاً كثير من الصفات الإنسانية الجميلة والتى لم أكن أعرفها.
لم أذكر أننا كنا كلما افترقنا كنا لا نستطيع احتمال هذا و كنا نرجع ونحاول مرة أخرى مع والدته، وكان هذا يجرح كرامتى كثيراً ولكني تحملته من أجله و ما يفعله تجاهى ولكن والدته كانت أصعب بكثير مما كنت أتوقع وكانت تؤثر عليه بكل الطرق وكانت تستغل طيبة قلبه تجاهها لكى يعدها بان يبعد عنى, تعبنا كثيراً وكنت أستطيع تحمل أكثر من ذلك لولآ شىء واحد، و هذا ما أعتبره عيبه الوحيد من وجهة نظرى، وهى سلبيته الكبيرة أمام والدته و التى كانت تظهر أكثر كل يوم فكان يبكى معى من كثرة الألم وأمام والدته يخفى ذلك تماما و كأننى بالفعل غير موجودة بحياته.
حاولت أن أغير فيه داء السلبية ولكنه كان يقتنع جدا بكلامى ولا يستطيع تنفيذه مما جرح هذا كرامتى كثيرا وقررت أن أخرج من حياته بجد حتى لا أضعه فى موقف اختيار بينى و بين والدته والتى أصرت على انه لو أكمل موضعنا هذا لم تساعده بأى شىء و لن ترضى عنه أبداً و هذه كانت أثر كلمه تجننه لأنه لا يطيق غضب أمه عليه وعندما أباغته قرارى بكى كثيرا ولكنه وافقنى على قرارى لأنه من وجهة نظرى كان خوفه على أكبر من حبه لى أو حبه لى كبر لدرجة أنه تحول إلى خوف فظيع على مستقبلى الذى يخاف عليه معه و مع والدته والتى لايستطيع مواجهتها لأن هذا طبعه.
فافترقنا للمرة الأخيرة والتى لم نرجع بعدها ولكن كل منا يعيش فى حالة حزن كبيرة رغم مرور شهور على هذا , وأخباره التى تؤلمنى كثيراً أعرفها الآن بواسطة أصدقائنا ,لا أستطيع تحمل أكثر من هذا ولا أعرف ماذا أفعل ,وأحب أن أذكر أن خلال هذه الشهور كانت أمي تضغط علي كثيرا حتى أوافق على من يتقدموا لى وكانت تبكى كثيراً، مما جعلنى مرة وافقت على أحدهم لسبب واحد هو طاعة أمى لعل الله يعوضنى بهذه النية ويريحنى.
و من هنا وافقت عليه وهو شخص يتمتع بمستوى اجتماعى كبير يفوق عائلة الشخص الذى أحبه بكثير ولكننى رغم ذلك لم أطق الاستمرار معه وأنا أحب غيره فرفضته من ثالث زيارة و أنا الأن في حيرة كبيرة فأنا لا أتخيل أن أعيش مع أى شخص غير الذى أحببته وأيضاً رجوعى له لا يغير شيئاً، بل سأعود معه لوضع صعب جرحني كثيراً، حتي إن كل من حولي يقولون لى أنني أضيع نفسي لأن هذا هو السن المناسب للزواج، ولكن الكلام سهل والصعب هو التنفيذ.
أرجو إفادتي هل أرجع لحبيبي هذا و أقف بجانبه و أسانده إلى أن يحصل على عمل ويصبح في وضع أفضل ولا أُضيع هذا الحب الكبير و أنتظر الفرج من عند الله أم أنني هكذا أكون تعلقت بحبال دائبة و أبقى على حالي هذا إلى أن يرحمني الله.. أعتذر عن طول الكلام
M. M. M -مصر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صديقتي أين هذا الحب الكبير؟
هل هو مجرد كلام فقط بلا أفعال؟ إن حبيبك لم يثبت لك بشكل جدي وعملي أنه يحبك إنما مجرد كلام لكن الفعل الحقيقي هو ما تأمره به والدته، ذلك أنه لم يتصرف إلا وفق إرادتها
، ثم يدعي بعد ذلك أنه يحبك، هو محق في إطاعته لوالدته، وهو أدري بها وبطباعها، ومن الخطأ أن نطلب منه أن يعصاها أو يخرج عن طاعتها، لكنني أستطيع ان أقول لك أن كل ما يفعله هو مراوغة وكل ما تفعلينه هو مجرد تضييع للوقت والأفضل لك أن تبتعدي فلا فائدة من علاقة طريقها مسدود.
فهو إما أنه يحب والدته بالفعل أو أنه يتخذها حجة يتواري خلفها، هذا من جهة، من جهة أخري فأنت لا زلت صغيرة ولا زالت الفرص أمامك سانحة في الارتباط والزواج من إنسان جاد لا يتخذ منك وسيلة للهو أو التسلية، يحفظك ويحفظ لك كرامتك.
ثم من قال لك إن هذا هو السن المناسب للزواج، صديقتي المشكلة ليست في السن ولا فيمن تقدم لك وهو يفوق الحبيب في المستوي والجاه والمال وحتي الأخلاق، لكن المشكلة فيك أنت، فأنت تعيشين وهم كبير اسمه الحب، أغلق عليك القلب والعقل وتركك رهينة شخص لا يشعر نحوك بالمسئولية، لقد طلب منك أن تفترقا لعلمه أنه لن يستطيع الوفاء نحوك بأية التزامات تجاهك، بل كل ما استطاع فعله هو أنه انسحب من حياتك بمنتهي الهدوء ويوماً ما سيتزوج بمن تختارها له والدته، وستظلين أنت تعيشين سراب اسمه الحب.
صديقتي أنا أعلم أن قصتك تلك لن تنتهي بين يوم وليلة، إنما يجب أن يكون لديك النية وتكون لديك العزيمة علي التخلص من حب فاشل لا يصح لك أن تعيشي تحت إمرته عمراً بأكمله، إنما قولي لنفسك إنها مجرد أزمة سأساعد نفسي كثيراً علي الخروج منها، وامنحي نفسك الفرصة ليندمل الجرح ويشفي، ثم بعدها تبدأين بالتفكير في حياة جديدة خالية من كل أثر لتجربة مضت وانتهت، أما كلامك عن العودة للحبيب والوقوف بجانبه حتي يحصل علي عمل فالمشكلة كما فهمت ليست في كونه يحصل علي عمل أو لا، إنما في والدته التي ترفضك ولن تقتنع بك فلا تجري وراء الأوهام صديقتي، وتعلقي نفسك بأمل كاذب، إنما عيشي الواقع وتعايشي مع الحياة بعقل كبير يستوعب ما يدور حوله ويتفهم ويفكر كثيراً قبل أن يقرر، ولا توقفي حياتك علي أمنياتي لك بالتوفيق وأرجو أن تتابعيني بأخبارك.