أرجوك الاهتمام برسالتي وسرعة الرد نظرا لأنني في حاجة ماسة لسرعة اتخاذ قرار وعدم اعتبار الأمر بسيط أو تافه لأنه يهمني كثيرا، أنا في الحقيقة في طريقي للارتباط بإنسان قد تقدم لي بالشكل التقليدي، عن طريق أحد الأقارب، و قد ارتحت له وفكرت به بعقلي لا بقلبي، نظرا لأنني كنت قد ارتبطت عاطفيا وعشت قصة حب جميلة من قبل، لكنها انتهت فلم يكن من السهل أن تتحرك مشاعري مرة أخرى لأي شخص وبدأت محاولة التأقلم معه وأن أفهمه وأتجاوب معه، ولكن ظهر منه عيب أعتبره أنا شخصيا خطيرا، فهو ناقد لاذع جداً وأحياناً كثيرة يخطئ التعبير فيجرحني بآرائه و تعبيراته، وقد حذرني منذ البداية من هذا العيب بحجة أنه صريح جداً، ولا يعرف أن يجمل كلامه، وأنت تعلمين طبيعة المرأة فأكثر ما يجرحها أن ينتقص أحد من جمالها أو ذوقها، في البداية كنت أتجاهل كلامه الجارح، ولكن هذا الكلام يهدم أي مشاعر في بداية تكوينها، وكلما تقدمت خطوة للأمام أعادني هو خطوات للوراء فأنا، ولكن هذا لا يمنع أنه في أحيان أخرى يمتدح مظهري و شكلي وأناقتي إذا أعجبه، وأكرر إذا أعجبه، ينصحونني من حولي أنني أستطيع أن أغيره، ولكن هل فعلاً سوف يتغير؟ في نهاية المطاف قال لي أنه عندما رآني أول مرة لم يشعر أنى جميلة إطلاقاً، ولكن تغير هذا الرأي مع الوقت و رآني الآن أجمل إنسان في عينيه، ولكن هذا الكلام جرحني جداً، وقررت الابتعاد لحين أستطيع اتخاذ القرار في موضوعنا فماذا أفعل؟
ساسو – مصر
صديقتي ساسو أهلاً بك، لم أهمل رسالتك أو أية رسالة قط، في الوقع أن مشكلتك رغم بساطتها إلا أنها قد تعني لدي المرأة الكثير، خاصة وأن هناك رجال كثيرون لا يجيدون التعامل مع المرأة ويتسمون في أغلب الأحيان بالصلافة وقلة الذوق، وهناك أنواع من النساء لا يهمها أن ترتبط أو تتزوج من هذا النوع من الرجال خاصة إذا كانت له مميزات أخري تطغي علي هذا العيب الذي يعد في نظر الكثيرين خطير، كأن يكون كريم وشهم ويعرف حدود الله ويفعل كل ذلك من صلافة وفظاظة دون قصد أو أن تكون تلك الصفات السيئة مجرد غطاء لصفات أجمل كالطيبة والوضوح وعدم اللف والدوران، علي الجانب الآخر قد تجدين أن أغلب الرجال الذين يجيدون التعامل مع المرأة بلباقة وشياكة ورقة منقطعة النظير نجدهم يندرجون تحت طائفة الرجل الدون جوان أو الخبير في أمور المرأة بحكم ما عرف من نساء وماله من تجارب عاطفية عديدة، ورغم أن هناك من يفضلن الارتباط بالرجل الخبير المجرب لأنه سيحسن معاملتهن إلي أن هناك أيضاً من تفضل الزواج من رجل ليس له أية خبرات لتضمن ولاءه التام لها وتكون في حياته امرأة وحيدة، لكن في النهاية يبقي الزواج السكن و السكينة والمودة والرحمة، وكل ذلك يتوقف علي زوج فاهم يرعى الله وزوجة واعية واسعة الأفق، وأنت في حالتك تلك في حاجة إلي مزيد من التفكير لمعرفة مدي تقبلك لهذا العيب الخطير وهل بإمكانك علاجه أو حتى التكيف معه، وهل في خطيبك كمزايا أخري من شأنها أن تطغي علي هذا العيب فكري ثم في النهاية القرار قرارك
عـواطــف عـبد الحـمـيد