سيدتي اكتب اليك وانا اعلم جيدا انه لم تستقبلي رساله مثل رسالتي انا لا اعرف انسان او شيطان او ماذا؟؟ انا متزوج ولي طفلين ولكن عندي مشكله لا اعرف حل لهذه المشكله ابدا.. كان في بداية زواجي ازمه حيث جاء لي احساس عرفت بعدذلك انه احساس طبيعي احساس الاهمال من الزوجة؟ هذا الاحساس دفعني للبحث عن الاهتمام خارج الزواج لكن جاءت لي الصدمه.. لم اكتفي بأمرأة واحدة ولا اتنين لا اعرف ماذا حدث معي في اوقات كتيره كان في حياتي 3 او 4 نساء لا ابالغ سيدتي لكن كل هذا كان يؤنب ضميري ويقتلني لكن اقسم بالله انه مرض ولكن لا اعرف ما هوه… احاول ان ابعد وابتعد ويكون هذا لفترة ولكن بعد ان اتخلص من هذه العلاقات… و زي ما بيقولوا ترجع ريما لعادتها… لا اعرف ما انا وما الذي يدفعني؟؟ ابكي خوفا من الله وضميري يموتني.. لكن لا استطيع التوقف… ماذا افعل شكرا
مصري – مصر
ما دمت تعرف داءك فلا شك أنك تعرف الدواء أيضاً، وإن كنت اخطأت في تشخيص الداء وقلت إنه مرض وهو ليس مرض وليس مس شيطاني، إنما هو ضعف إرادة، ونفسك الامارة بالسوء تقودك وتجعل شهواتك تسيطر عليك، فقد قادتك نفسك الجامحة نحو العلاقات الخاطئة أنت تعود وتندم وضميرك يؤنبك دليل علي أنك غير راض عما تفعله، وتستعر جرمه وفداحته.
لكنك لا تملك من الإرادة ما يدفعك نحو الالتزام التام والبعد عن طريق المعاصي، فأنت محتاج إلي أن تقترب أكثر من الله وتستقوي به وتدعوه خوفاً وطمعاً وتلجأ إليه أن يحميك من شر نفسك، نعم فالعيب ليس في مغريات الحياة من حولك ولا في إهمال زوجتك لك لكن العيب في نفسك الإمارة بالسوء وأنت ضعيف أمامها، لست في حاجة غلي علاج بقدر ما انت في حاجة إلي تقويم نفسك ونهيها عن غيها، لست في حاجة إلي وعظ وإرشاد إنما أنت في حاجة إلي تذكر أن ما تفعله دين ستدفعه آجلاً ام عاجلاً ” البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت، افعل ما شئت فكما تدين تدان “.
أنت في حاجة إلي أن تتذكر أنك لن تقبل بزوجتك أن تعرف رجلاً غيرك، فكيف تقبل أن تعرف امرأة أخري متزوجة أو غير متزوجة لا يهم المهم أنك تستحل لنفسك نساء غيرك، تشتهي الحرام والحلال طيع بين يديك، فلا تدع غرائزك وشهواتك تحركك وتتحكم فيك وكأنك لن تواجه بعثاً ولا موتاً ولا حساباً، فمهما طال العمر فنحن في انلهاية مصيرنا إلي الله يحاسبنا علي ما اقترفنا سواء في الدنيا أو الآخرة ” وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ “.
فالله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فلو فكرت قليلً فيما يعود عليك من نفع لم تجد شيئاً، إلا مجرد لحظات متعة قصيرة جداً يعقبها ندم دائم ليل نهار يؤرقك ويقلقك ويقض عليك مضاجعك، فنحن لا نعيش حياتنا من أجل ان نبتعد عن طريق الصواب ونحيد عنه لنسير في المنحنيات والتعرجات ثم نشكو بعد ذلك وعورة الطريق، والله دلنا منذ آلاف السنين علي طريقه المستقيم ومنهجاه القويم وأمرنا بالالتزم به، لنحيا الحياة المحترمة الكريمة ونكون أهلاً لاحترام الجميع من حولنا، ولننعم بهدوء البال وراحة الضمير.
ونحن نعلم أننا لم نظلم احداً او نتجني علي أحد أو ننظر لما يملكه غيرنا ، كما تراجع نفسك الىن وتندم قم نفسك واقدم علي خطوة شجاعة تب فيها إلي الله وتخلص من ذنوبك وحارب نفسك وانتصر عليها، وأنت تعلم أن اقوي جهاد وأعظمه هو جهاد النفس، اطلب من الله أن يعنيك ويهديك ويرشدك إلي الثواب ويزين لك الحق ويحببه إليك ويكره إليك الفسوق والمعصية، استقوي بزوجتك وأطفالك واقترب منهما أكثر والتصق بهما واطلب العون من زوجتك فما الذي يمنعك من مصارحتها بانك تحتاج إليها تحتاج إلي قربها وإلي عونها واحتوائها، وما الذي يمنع أن تقضي معهم وقتاً أطول، لا تنسي أن جحود النعم و إنكارها قد يذهب بها وأنت في نعمة كبري زوجة وبيت وطفلين، الشكر يحفظ النعم ويزيدها ولئن شكرتم لأزيدنكم “، فاحفظ النعم بشكر الله عليها وأنر بصيرتك بنور الحق، ولا تقسي علي نفسك بتركها تنغمس في نار المعصية من اجل زوجتك وأولادك قبل أن يصيبهم أذي ويحاسبوا بذنوبك.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ ايضاً :
نصائح لتحفيز الذات والتخلص من الأفكار السلبية