الأستاذة والأخت في الله السيدة عواطف.. باختصار سأروي لك قصتي.. و أرجو أن توافيني بسرعة الرد علي موقع فضفضة . فأنا سيدة عمري “40 عاماً”.. ومتزوجة منذ “22 عاما” ولدي أطفال ثلاثة.. ومنفصلة عن زوجي منذ 20 عاماً.. أي حصيلة السعادة كانت لمدة عامين فقط.. فهل هذا عدل؟!
زوجي “الكريه”هذا يعمل في وظيفة محترمة ولكنه لا يفقه شيئاً من أمر دنياه فكل ما يهمه إن كنا صلينا الفرائض وقرأنا القرآن أم لا؟.. يلبسنا علي مزاجه فالبنات تحجبن منذ نعومة أضفارهن وأجلسني من العمل بحجة أن الاختلاط لعنة.. ولكنني تشاجرت معه ونزلت لعملي منذ خمس سنوات فقط.. حياتنا مرت بمنتهي القسوة زوجي لا يعرف إلا إطعامنا كالماشية والمن علينا بالملبس ومعاملتنا كالعبيد.. أنا وبناتي أصبحنا لا نطيقه ولا نرحب بوجوده في وسطنا ومنتهي سعادتنا عندما يسافر لعمرة أو لعمل ويتركنا.. لنأكل ما نريد ونلبس ما نريد.
وقد شكوته لأخواتي فقلن لي بأنني متزوجة من ملاك وأنه خسارة في وهكذا قالت أمي.وهكذا يقول كل من يعرفه وينخدع فيه.. إلي أن ضقت بهم ولم أعد أشكو لأحد علي الإطلاق.
ويوم قررت الخروج للعمل غضب وقال بأنه يكفيني هذا وإن عملي لن يجلب لي إلا الألم ولكنني عملت وأصبحت سعيدة حرة.. رغم أنه يعطيني فوق مرتبي لأنفق إلا إنني سعيدة بالتعرف بالأخرين.. ومن هؤلاء الآخرين يا سيدتي هذا الرجل الأسطورة.. إنه رقيق جداً.. رومانسي جداً له نظرة تشق قلبي وتجعلني خاضعة إليه.. لقد اقتحم حياتي وغيرها.. عرفت معه الدنيا علي حقيقتها.. بدأنا نلتقي بعد العمل.. ثم تطورت العلاقة من صداقة إلي حب جارف شيِّق.. وعرف مشاكلي مع زوجي.. وعرفت مشاكله مع طليقاته.. فهو مطلق ثلاث مرات وله ولد وحيد من زوجته الأولي.. ثم بعد ذلك أصبحنا لا نستغني عن بعضنا ولا لحظة.. نفطر معاً ،نذهب للسينما معاً كل شئ معاً.. ثم شجعني علي طلب الانفصال وقررنا أن نتزوج وخوفاً علي صغيرتي قال لي نتزوج “عرفي” حتي تكبر البنت ثم نتزوج رسمياً.
فطلبت من زوجي البغيض الطلاق.. فذهل وعمل نفسه مسكين.. وعاش المغفل التعس في دور الضحية. وجري إلي أهلي ولكنني كنت قد حزمت أمري.. فغضب أهلي مني كثيراً.. وكادوا أن يقطعوا علاقتهم بي.. إلا إنه رفض ذلك.. وقال ومن سيكون معها؟! .. لقد سكنها الشيطان.. حاولوا أن تهدئوا من روعها وتعيدوا لها عقلها لأجل البنات.. “هههههه يا له من مغفل مغيَّب”.. ولكنني قد خيَّرته هذا الأرعن التافه.. فإما الطلاق وإما الخلع.. فقال لي أنت طالق ولك كل حقوقك.. ووقتها فعلاًَ ولا أكذب عليك يا سيدتي.
فقد شعرت بمزيج من الفرحة والخوف.. ولم أزل في أشهر العدة وانتظرها بفروغ صبر حتى أتزوج بمن أحب.. بل أعشق.. والمشكلة الآن التي تعذبني جداً وتقض مضجعي.. هي أن أهلي يعاملونني منذ ذلك الحين معاملة سيئة.. ولا أعرف ماذا أفعل؟.. هناك أيضاً شئ آخر.. فلقد اعتبرت نفسي متزوجة فعلاً ممن أحببت.. فذهبت معه للشقة لكي أجهزها وأعطيه حقوق الزوج الكاملة المستتبة.. وقال لي نكتب ورقة الآن حتى يرتاح ضميرك وضميري أمام الله.. وفعلاً فالورقة العرفية معي..
ولكنني لم أوف العدة بعد ولكنني متأكدة أنني لم أحمل من زوجي.. لأن العلاقة منقطعة منذ فترة.. هناك مشكلة أخري وهي أن البنات الآن فقط يشتقن لوالدهن.. “كم احتقره”.. ويطلبن مني العودة إليه.. وأهلي يضغطون علي للعودة إليه.. رغم أنه لم يطلب أن يعود إلي.. وحتى إن طلب فلقد ارتبطت فعلاً.. وأصبح هذا الحبيب هو زوجي رغم أنف الجميع.. وليخبطوا أدمغهم بما تحمل داخلها من عقول متحجرة في أقرب حائط يقابلهم.. و رغم أنه سيظل هكذا في السر.. إلا انه زوجي الذي أهواه.. سيدتي ماذا أفعل مع بناتي؟.. وماذا أفعل مع أهلي؟.. وهل ما فعلته يعد حراماً؟! .. جاوبيني أرجوك بسرعة.
العاشقة الحائرة – مصر
شتان ما بين الحق والباطل، والزيف والحقيقة حتى وإن اعتبر البعض أن الباطل بعينه يمكن أن يصير حقاًُ، مثلما تصرين أنت علي إلباس الزيف رداء الحق، وعلي ارتداء القبح لثوب الوداعة والظلم، رغم كل ذلك سيظل الحق حقاً رغم أنف الجميع.
قرأت رسالتك و أشفقت عليك، لكنني والحق يقال لم أتعاطف معك، رغم محاولتك إقناعي بأنك ضحية مظلومة، فالرسالة امتلأت عن آخرها بسب علني لرجل لازلت زوجته حتي وإن لم تنتهي عدتك، بخلاف ما بدا في الرسالة من فكر فاسد يعلي من قيمة الخيانة علي حساب الزواج والعشرة الطيبة ، حتى وإن خلت من الحب، ورغم سؤالك هل ما فعلته حرام لا يحتاج إلي جواب، فالجواب قطعاً ما فعلته حرام لأن المقصود بالعدة ليس فقط وجود حمل من عدمه بل إنها شرعت لحكمة إلهية عظيمة تحتاج إلي شرح مفصل ليس مكانه هنا.
وأنا لن أقصد هذه الوقعة المحددة فأنت تعرفين حكم الشرع في هذا الأمر، لكنني أتحدث عن وقائع كثيرة جداً بدأت من انفصالك عن زوجك منذ عشرين عاماً، فقد أخطأت في حقه ومنعت نفسك عنه دون أن يرتكب إثماً أو جريرة بل كان جل ذنبه كما فهمت من رسالتك هو أنه يتقي الله فيكن أنت وبناتك ولم يبخل عليكن بالطعام أو الشراب أو الكساء، وكان يحرص علي أدائكن للفروض وقراءة القرآن وهي كلها أمور واجبة علي كل زوج يتقي الله في أهله ويريد أن يفقهم في دينهم، فهو راع ومسئول عن رعيته كما أمره الشرع، هو لم يفرض عليك هذه الحياة التي كنت تبغضينها وتبغضينه من أجلها، فتنتظرين فترة سفره لتفعلي ما يحلو لك، وهذا ليس بسلوك زوجة صالحة مؤتمنة علي بيتها وعرض زوجها.
هذا الزوج الذي امتلأت كرهاً له وحنقاً عليه وامتلأت رسالتك بشتائم لا يصح أن يطلقها لسان امرأة محترمة لأنه والد بناتك شئت ذلك أم أبيت، واشتياقهن له الآن أمر طبيعي جداً لأنه أبوهم الذي يحبهم ويحنو عليهن، وهو لم يسعي للانفصال عنك رغم مساوئك الواضحة من رسالتك ، ومزاياه الواضحة أيضاً، فهو لم يسبك أو يضربك، أو يقتر عليكي وعلي أولاده، ولم يؤذيكي في شيء أو يسيء إليك بأي شكل، وحين طلبت الانفصال لم يمانع ولم يحرمك حقوقك، بل كان كريماً معك كما كان طيلة حياته، وهو ما تبينته من رسالتك دون أن تقصدي أنت ذلك، فقد قصدت أن تصل صورة زوجك إلي القارئ علي أنه الرجل الصلف الجاف، الذي يتعامل مع زوجته كالبهيمة.
ولو كان سيئاً لبدا ذلك لكل من حولك، ولما كان رأي أهلك فيه وكل من يعرفه بانه مثالي وملاك، ولما كان أهلك قد قاطعوك لأنك طلبت الطلاق من رجل كل ذنبه أنه احترمك وقدرك ومنعك من العمل، وهو ما كان يفعل ذلك لو لم يعلم أن العمل لأمثالك خطيئة ومفسدة، وقد كان محقاً تماماً في ظنه وحدث ما توقعه.
يا سيدتي الفاضلة إن أخطر شيء في مجال العمل المختلط هو إفشاء الأسرار الخاصة بين زملاء الواحد، من هنا تنشأ المفاسد والمساوئ، وهو تقريباُ ما حدث معك، كلام وسلام ثم فضفضة تبعتها شكوي وطبطبة وحب وهيام، والبقية تأتي.
أنت لم تحفظي زوجك أو تحفظي بناتك، وجريت وراء نزواتك وشهواتك وخنت زوجك ونفسك فكنت تخرجين مع هذا الرجل وأنت متزوجة، ولم تفكري في أن رجلاً فشل في ثلاث مرات زواج لن ينجح في الرابعة، لكنك لم تدركين كل ذلك وأنت في ذروة غرورك بنفسك وانكفاءك علي شهواتك، متصورة أن الحياة مجرد مجرد نزوة.
أنت بكل أسف لم تقدري قيمة الحياة التي كنت عليها وفضلت عليها حياة اللهو والفجور
كنت أعرف أن الرجال يمرون بأزمة منتصف العمر فيرتدون إلي المراهقة، ولكن أزمة منتصف العمر عند الرجال تمر في معظم الأحوال بسلام ودون خسائر كبري لأن وراء الرجل تقف دائماً زوجة عاقلة حنون تعرف واجبها، وتؤدي دورها جيداً فهي العمود الفقري للأسرة، ومن البديهي جداً أن تحافظ علي بيتها وتحمي أولادها وتصون نفسها لأنها لو لم تكن كذلك لفقدت الحياة قيمتها وفقدت الأشياء معناها وانهارت قيم كثيرة لازلنا نحارب في سبيل التمسك بها.
واشتياق بناتك لوالدهن أمر طبيعي ومتوقع، لأن الأبناء يفترضون في الوالدين العطاء الدائم دون انتظار المقابل، ويفترضون فيهم المثالية أيضاً، وهي أشياء لم يجدها بناتك لديك ولن يجدونها، طالما فضلت ذاتك وملذاتك علي ما فيه خيرهن وسعادتهن واستقرارهن النفسي، وإحساسهن بالأمان وسط أسرة طبيعية يظللها أب وأم.
لكنك نسفت الأسرة ودمرتها لمجرد أن تستمعي بلحظات حب عابرة ومحرمة، سرعان ما سوف يذهب بريقها وتعودين أدراجك خالية الوفاض تستجدين عطف زوجك وحب بناتك، ونسأل الله ألا يطول هذا الوقت فيكون قد فات أوان العودة.
سيدتي لقد أسرفت علي نفسك كثيراً، وجهلت أو تجاهلت عمق الجراح التي سببتها لابنتيك بما فعلت
وإذا كنت تريدين رأيي اتركي هذا الرجل فوراً، واطلبي من زوجك أن يسامحك
، لأنك خطيئتك كبيرة تحتاج إلي الكثير للتكفير عنها، وكما يقول مثل روسي قديم ” كثيرون يخطئون خطأ داود لكنهم لا يتوبون توبته، داود نبي الله الذي كان له ركعة من الليل يبكي فيها فيبكي لبكائه كل شيء في الوجود، وأنت للأسف في حاجة إلي توبة داود لتكفري عن خطأك وخطيئتك، هذا إن أردت خيراً بنفسك.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ ايضاً :
زوجي تزوج بأخري ولا ينفق علي
علاقتنا مستمرة من سنين ودلوقت رافض يتجوزني !!
لا أحب خطيبتي وأحب زميلتي بالعمل .. انصحوني !!