تحيّة وبعد،
اكتب إليكم لأنّي أحتاج أن أتكلّم عن زوجي الذي فقدته منذ أقلّ من شهر. أحترق من الشّوق إليه ولا أستطيع الكتمان وأشعر أنّ بصدري جمرة ستنفجر في أيّ وقت. عشت معه عشر سنوات وليس عندي أولاد، كان كلّ شيء بالنسبة لي كلّ شيء. عشنا عاشقَين على طول فترة زواجنا، لم يكن غنيًّا لكن عاملني كملكة، لقد علّمني وربّاني وساعدني لأرتقي أعلى المراتب في العلم والعمل، كما كان دائمًا محفّزًا لي على الطاعة والعبادة، كان شيخي وأبي وولدي وزوجي وصاحبي. كنت أخاف عليه كثيرًا وأحبّه وأعشق التراب الذي يمشي عليه وكان يعلم ذلك، ونت الدّنيا كلّها بالنسبة له. توفّي فجأة بلا سبب، كان واقفا وسقط، وتركني أسقط في الحزن والوحدة والوحشة. لا أطيق الدّنيا من غيره، أشمّ ثيابه وأرى صورته في أنحاء البيت وأسمع خطواته وأتملّى في بسمته الجميلة. كان عطوفًا بالناس جميعًا وخاصة الفقراء والضعفاء، وحتّى القطط في الحيّ كانت تحبّه وتتجمّع عنده ليطعمها.
لقد كنت أسعد امرأة في الوجود، ولكنّي كنت شديدة الحساسيّة وكنت أحيانًا أغضب منه وأغضبه لأتفه الأسباب عندما أفهمه خطأ وأنا أعرف طيبته وعدم قصده. وكان يراضيني ويعطف عليّ ويجلس أمامي حتّى أرضى وهو يعلم وأنا أعلم أني أنا التي ظلمته. كنت أحترق وأنا غاضبة أريده أن يقترب منّي أنتظر أن يأتيني ليراضيني، ليس لأنّي لا أريد أن أراضيه بل لأنّي أحبّ أن أجده أمامي ملتصقًا بي ويحضنني، مع أنّه كان يفعل ذلك في غير حالة الغضب ولكنّي كنت أشعر به أقرب إليّ عندها. هي مرات معدودة في حياتنا ولكنّي لم أستطع أن أسامح نفسي عليها. أحيانًا كنت أفعل الشّيء وأنا أعلم أنّه سيسامحني لأنّي لا أهون عليه. الآن أشعر بالموت كلّما تذكّرت أنّي زعّلته. باقي حياتنا كنت أؤثره على نفسي، وأعامله كابني، أناوله اللقمة وأتعهد أوقات راحته وأخفّف عنه همومه، وكان سعيدا جدّا، وكنت أنجز أعمالي الأكاديميّة لكي أجعله يفتخر بي. لكنّي لم أستطع نسيان أنّي أحزنته. في الليلة التي توفّي فيها قال إنّه يشعر بتوعّك بسيط ويريد الذّهاب إلى المستشفى، أعطيته دواء وماء ولم آخذ الأمر على محمل الجدّ لأنّي كنت أشعر بنفس الأعراض. الآن أشعر بتأنيب ضمير قاتل، ليس لأنّه كان يمكن في النصف ساعة تلك أن يعيش (لأنّ الآجال محدّدة من قِبل الله) ولكن لأنّه كان يستحقّ منّي أن أعامل توعّكه بجدّيّة حتّى يشعر أنّي أبادله نفس الاهتمام فهو كان ينزعج إذا مرضت وفورا يحملني إلى الطّبيب.
كيف يسامحني زوجي، وكيف أسامح نفسي؟ لا أعرف. أنا في دوّامة لا أستطيع الخروج منها………
رضوي – مصر
حبيبتي هوني علي نفسك واهدأي قليلا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، لكل اجل كتاب وكلنا راحلون تلك هي سنة الحياة وناموس الكون وقدر الله
من حقك ان تحزني لفراق زوجك من حقك أن تفقدي توازنك وتتخبطي قليلا في الحياة
لكن جلد الذات لن يفيدك فما قصرت في حقه وما قصرت في رعايته ولا أغضبته يوماً فلماذا كل هذا الألم وكل هذه الدوامة التي تدروين فيها منذ رحيله ، من قال لك إنه لم يسامحك سامحيه أنت وانسي له أي إساءة اطلبي له الرحمة والمغفرة تصدقي علي روحه وزوريه كلما سنحت لك الفرصة ، هذا هو العمل الذي ينفعه الآن
لكن العذاب الذي تقاسينه والندم والألم وكلمة لو كل ذلك من عمل الشيطان يلهيك عن ما يمكن أن تفعلينه بشكل سليم
زوجك أولي الآن بالدعاء والصدقة وكل ما يمكن أن ينفعه وينفع أي راحل عمل صالح صدقة جارية
أعتقد أن زوجك يستحق منك أن تفكري له بشكل أفضل ان تخرجي من دوامة حزنك عليه لتفكري فيما ينفعه عمل خيري صدقات دعاء
كل ذلك بقدر ما ينفعه سيعود عليك أنت أيضاً بالخير إذ ستهدأ نفسك
وتعلمين أن كل شيء إلا زوال إلا العمل الصالح والخير الذي يعود إليك ويؤكد لك أن كل شيء عند اله بمقدار وان آجالنا مكتوبة عنده سبحانه لا تقدم ولا تؤخر وأن بن آدم لا يترك الدنيا وويغادرها وله فيها شربة ماء فمن يرحل يكون استوفي حقه تماما كما كتبه الله له
فارضي لتسعدي ويطمئن قلبك واذكري الله دائماً واطلبي منه العون والمؤازرة ، فهو وحده القدار علي ان يبدل حزنك راحة وسكينة ورضا ، هو القادر علي أن يعفو عن زوجك ويسامحه ويسامحك إن كنت في حقه قد قصرت ، وإن كنت لا أظن ذلك ولكن ليطمئن قلبك وتهدأ نفسك وتتأكدي انك لم تفعلي به سوءاً ، رحمه الله وصبرك علي فراقه وتجاوز عن سيئاته ، وعوضك خيراً وجزاك عن حبك له كل الخير
واقرا أيضا :
تعبت من البحث .. عاوزة زوج صالح وبن حلال
عاوز اطلق مراتي من غير ما تعرف بس مش عارف