السلام عليكم، أعبر عن شكري وأمتناني أستاذتي الكريمة، وأطلب منك رأيك وتوجيهك ،مررت في الأشهر الماضية بتطورات غريبة حيرتني وقلبت حياتي ولو أني ترددت كثيرا قبل أن أكتب لكن بدأت أشعر بأني بحاجة للمساعدة وإبداء الرأي
بدأت مشكلتي قبل 3 أشهر عندما عرفت فتاة من دولة عربية عن طريق النت تعارفنا وبدأت تتكون بيننا علاقة قوية وبدأت أشعر أن الفتاة تحبني بشدة لم أحب أن أخدعها أو ألعب بمشاعرها وطلبت منها أن تنتهي علاقتنا بالزواج أو أن لاتكون هناك علاقة، واتفقنا وبدأنا الترتيب عمري 33 سنة وعمرها 27 سنة وأنا من طبقة متوسطة مادياً لا هي بالثرية ولا الفقيرة، ولله الحمد.
المشكلة هي أنها من عائلة ثرية جداًٍ جداً من أثرى العائلات في بلدهم وعادات وطلبات الزواج عندهم باهضة ومكلفة شرحت طلبات أهلها في الزواج وعاداتهم ولما عرفت أيقنت أن الفارق بيننا شاسع وطلبت منها أن ننهي علاقتنا عند هذا الحد وأنهيتها من جانبي بالفعل لكن في اليوم التالي اتصلت بي أختها وقالت لي إن صحتها تدهورت، ونقلت إلى المستشفى بسببي وعاتبتني بشدة ندمت وتحت تأنيب الضمير رجعت لها من جديد وبدأنا نخطط للزواج مرة أخرى وأتفقنا على أن أتقدم لها رسميا سافرت إلى بلدها وبناء على طلبها أحضرت معي مبلغ الشبكة كما أنني ذهبت لأهلها وطلبتها رسمياً وتمت الموافقة وقراءة الفاتحة، ولكنني شعرت أنهم وافقوا تحت ضغط شديد من البنت وعرضوا علي طلباتهم مهر وشبكة كبيرة جداًجداً وشقة لكن بعد أن رجعت لبلدي، وبدأت أحسب وأدرس ظروفي أدركت أني لا أستطيع الوفاء بطلبات أهلها خلال السنة أو حتى سنتين، والسبب أن لدي إلتزامات مادية وطلباتهم كانت فوق طاقتي، ولو كانت طلباتهم مثل طلبات الزواج العادي لما ترددت، لكن الموقف تغير تماما، ماذا أصنع؟
جلست أفكر لمدة أسبوعين وبعدها طلبت منها أن أبتعد لمدة سنتين فقد يمكنني خلال هذه الفترة جمع المبلغ المطلوب لإتمام الزواج وبعد ذلك أعود لها ولها كل الخيارات لو تزوجت أو تنتظرني وقلت لها أن الهدايا والشبكة التي قدمتها هدية من عندي لها في كل الأحوال حتى لو تزوجت ولم تنتظرني، والسبب في الابتعاد أن علاقتنا ستطول من غير زواج، وأنا لا أحب أن أربطها معي وأظلمها، وقد يأتيها خطيب أحسن مني حالاً وكذلك لا أحب أن أظهر أمام أهلها بمظهر العاجز المتسول للتنازلات، وخصوصا أنني سمعت كلاماً يجرحني ويقلل من شاني أمامهم خلاصته أن أشخاصاً مقتدرين ماديا وأغنياء يتمنون الزواج منها، أنهيت علاقتي بها وأنا أشعر بألم شديد وتأنيب ضمير، وقطعت علاقتي بها نهائيا والآن لا أعلم ما هو موقفها مني؟ هل ستنتظرني؟ وماذا أصنع في الأيام القادمة ——————– انتظر الرد
خالد – السعودية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أهلاً بك، أشكرك، وأتمني أن أكون عند حسن ظنك بي، في الحقيقة إن مسألة التكافؤ الاجتماعي أمر مؤرق للغاية، ومسألة ضرورية في الزواج ليتحقق التوازن بين الطرفين فلا يعلو أحدهما علي الآخر، فرغم أنك تحب فتاتك ومتمسك بها وهي كذلك، لكن لأن الزواج هو اتفاق عائلتين واتحاد إرادتين، وليس مجرد ارتباط شخصين، كان التكافؤ أحد ضرورات الزواج، فوجود الحب بين الطرفين لا يلغي أهمية التكافؤ، ذلك لأن الحب لا يدوم فهو يتغير بتغير الظروف والأحوال أو علي الأقل يخفت وهجه ويقل تأججه، ويبقي التكافؤ أحد المقومات الأساسية مع بقية العوامل التي بها ينجح الزواج ويستمر، وتستقر من الواضح أنك لست في حاجة إلي أن أعيده عليك كل ذلك أو أكرره علي مسامعك لأن رسالتك تنم عن نضج شديد ورجاحة عقل إلي حد كبير فلست في حاجة إلي كل ذلك، وإن كنت لا أري مشكلة من أن تحل لفتاتك من وعدها لك لتتيح لها فرصة التفكير وتتيح لنفسك فرصة اتخاذ القرار السليم دون ان تشعر أنك بذلك تتعرض لضغط من أسرتها قد يؤثر علي طموحك ويثبط همتك في الإيفاء بوعودك تجاه أهلها فليس هناك مانع من كل ذلك، لكن بشرط أن تكون نيتك في ذلك سليمة، أما إذا كنت تري أنك غير جدير بها وأنك لا تهوي الارتباط بمن هي أعلي منك، فالأفضل لك أن تصارحها بكل شئ دون أن تجرحها، لكن إذا كنت تنوي فعلاً الزواج بها لكنك تشعر بأن الطريق أمامك لا زال طويلاً وأنت من جهتك تريد التفرغ للكفاح وتحقيق الطموح دون أن يعيقك شئ ، خاصة وأن الفجوة بينكما كبيرة، فهذا حقك ومطلب مشروع وعادل جداً، في كل الأحوال ليس مطلوب منك سوي الصراحة مع النفس ومع فتاتك أيضاً، فجميل أن تكون بهذا الوعي والكبرياء وبهذه الدرجة في القرب من الله، ذاك القرب الذي يجعلك تخشي أن تظلم هذه الفتاة رغم استعدادها التام كما يبدو من رسالتك لانتظارك دون أن يسبب لها ذلك أية خسارة لأنها تري أنك مكسبها الوحيد، وسؤالك في آخر الرسالة يدل علي أنك لم تقطع صلتك بها وأنك لا زلت تحبها لكنك بعقلك تخشي أن تظلمها، وما حدث إنك لم تتركها إنما أنت فقط رميت لها ببالون اختبار لتعرف قدرك لديها، علي أي الأحوال ثق تماماًُ أنها لو كانت تحبك ومقتنعة بك قلباً وعقلاً فلن تتخلي عنك أو تفرط في حبك لها مهما كانت الإغراءات والضغوط، أما إذا تركتك لأي سبب سواء بإرادتها او رغم إرادتها فينبغي عليك أن تلتمس لها الأعذار وتطوي صفتحك معها وتطلب من الله أن يعوضك خيراً منها، المهم في كل الأحوال أن تصدق معها ومع نفسك وقبلهما مع الله، فاجعل قلبك معلق بالله وتأكد أنه قادر علي أن يجمع شملك بفتاتك مرة أخري علي خير وعلي أحسن حال، وكما قال الشاعر العربي:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن أن لاتلاقياً
ولك في النهاية ما تختار فسواء استكملت ارتباطك بها حتي النهاية، أو تركتها لتبحث عن سعادتها في طريق آخر، فالقرار قرارك، فكر واختار من دون أن تظلم أحداً ولا تنس أن الزواج نصيب ورزق