الأستاذة القديرة عواطف أشكرك على كل ما تقدميه من نصائح مميزة نستفيد منها دائماً موضوعي أني متزوجة من سبع سنين من رجل مميز يحبني وأحبه وأنجبنا طفلين ونعيش في ود مع وجود مشاكل عائلية مع أسرته تعكر صفونا بين حين وآخر وقبل أن يخطبني زوجي الحالي كان قد تقدم لخطبتي ابن جيراننا الذي علمت من أخواته أنه يحبني كثيراً ويريد أن يتزوجني لكني لم أكن أحبه وكان قلبي متعلق بالشخص الذي تزوجته لاحقاً فلذلك رفضته.
وقد استاء كثيراً من ذلك وأوصل ذلك مع إخوته ثم تزوج من احدي قريباته ولكن مشاكله مع زوجته لم تنتهي وكانت كثيرة وكانت أخواته يحكين لي بأنه يعاني من زواجه منها بعد زواجي من أبو أولادي بسنة وإلى اليوم بدأت أرى في منامي هذا الشخص يعاتبني عتاب شديد ويقول لي أنتي سبب مشاكلي لن أسامحك ويوجه عتابا ولوماً شديداً جدا لدرجة إني أقوم من النوم متضايقة جداً ويتكرر الحلم مرات ومرات على مدار العام حتى أصبح كابوسا يزعجني جدا فقمت بإخبار زوجي بما دار في الحلم فانزعج كثيراً وبدأت المشاكل معه ففي أي مشكلة صغيرة يقول لي اذهبي إلي من تحلمي به في منامك حتى إنني في إحدى المرات قلت له ليتني كنت تزوجته هو أفضل منك كثيراً بعدها سارت حياتنا على حالها ولكن مليئة بالمشاكل حتى ولو كانت المشاكل بعيدة نربطها بالمشكلة السابقة أرجو أن تشيري علي يا أستاذة ماذا أعمل أولاً كيف أتخلص من الحلم المزعج وكيف أتعامل مع زوجي الذي تغير بعد هذه الحادثة وهل أخطأت حينما أخبرته وهل أخطأت حينما قلت له أن ذلك الشخص أفضل منه وكيف أعالج هذا الخطأ ودمت لنا سالمة معافاة أستاذتنا الكريمة أنتظر الرد بفارغ الصبر.
فاتن – اليمن
واقرأ ايضاً :
أبي رحل وتركنا علي الحديدة .. وأنا من يدفع الثمن
بحب شخصيتها بس مش حابب شكلها
رحيل زوجي المفاجيء كسرني ..أعمل إيه
حبيبتي أهلاً بك وأشكرك علي كل هذا الثناء وأسأل الله أن يجعلني دوماً عند حسن ظن الجميع، صديقتي من الواضح جداً أنك مرهفة الحس رقيقة المشاعر تحملين هم الآخرين، وتشغلين بالك بمشاكلهم حتى لو لم تكوني أنت سبباً فيها، إنك تشعرين بالذنب بسبب رفضك لهذا الشخص وتعتقدين بطيبة قبلك وسلامة طويتك أنك السبب وراء تعاسته، رغم أنك كان من الممكن أن تتزوجينه ويعيش تعيساً أيضاً، والأهم من ذلك أن تعاسته وسعادته الآن ليست بيدك لأنك خارج حياته تماماً، فكونه يعيش تعيساً مشكلة يتحملها هو أو زوجته أو كلاهما معاً باعتبارهما شريكا العمر.
أما أنت فلا دخل لك من قريب أو بعيد فيما يعاني، وقد أخطأت بالطبع خطأ فادح حين قذفت القنبلة في وجه زوجك وأنت غير مقدرة لمشاعره حين قلت له ليتني تزوجته فهو أفضل منك رغم أنك في قرارة نفسك لا تقرين بأنه الأفضل بدليل أنك اخترت زوجك، لكنها عبارة صدرت منك في ساعة غضب فترتب عليها عاصفة هوجاء قلبت حياتك وتسببت لك في مشاكل كثيرة كنت في غني عنها لو كنت أمسكت عليك لسانك، وهذا يؤكد لك وللجميع كيف أن الكلمة الطيبة تداوي وتبني وكيف ان الكلمة السيئة لها أكثر من أثر سيء قد يصل أحياناً إلي حد أن تخرب بيوتاً وتزرع حقداً وتشعل نيراناً لا تخمدها مياه البحار جميعها وقد صدق رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حين قال ” وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم “، وقد حدث ذلك معك، فرغم ما تتميزين به من خصال حميدة تبدو واضحة تماماً من خلال رسالتك، إلا أنك كدت تخربين بيتك بكلمة لم يكن لها أي معني.
ولعل ما حدث حبيبتي يعلمك أن تمسكي نفسك عند الغضب فلا تتهوري أو تندفعي بل تفكري قبل التلفظ بأي كلمة قد تجرح زوجك وأنت لا تعلمين، بل زني كلامك قبل أن تنطقي به، وتخيلي نفسك في موقف زوجك وهو من قال لك ليتني تزوجت فلانة فقد كانت أفضل منك، ماذا سيكون موقفك، بالتأكيد كنت ستغضبين منه غضباً شديداً وتثورين لكرامتك بأي شكل، إذاً حاولي إصلاح موقفك وقدري موقفه وتحملي غضبته واعذريه في كل ردود أفعاله فأنت من بدأ وأنت من أفسد ومن أفسد شيئاً فعليه إصلاحه، واحمدي ربك أن المشكلة ليست أكبر من ذلك وأن ما حدث من السهل احتوائه بالحب والتفاهم والتأكيد لزوجك دائماً علي حسن اختيارك وعدم ندمك، وأن ما حدث كان مجرد كلمة عابرة لا وجود لها ولا تأثير في حياتك.
هذا بالنسبة لمشكلتك مع زوجك أما قصة الحلم فكما يقول علماء النفس كل الأحلام لها في حياتنا ظل من الواقع، ولها من تفكيرنا نصيب، وكونك تشعرين بالذنب تجاه هذا الشخص لأنك رفضت الزواج منه فكرة مسيطرة علي رأسك تماماً وهذه الفكرة هي ما يتم تخزينها في عقلك الباطن لتخرج في صورة حلم مزعج يطاردك بشكل دائم، والحل هو أن تفصلي حياة هذا الشخص عن حياتك تماماً فلا تتقصي لمعرفة أخباره وابتعدي عن كل التفاصيل التي تخص حياته، وليكن مستقراً في ضميرك أنك غير مسئولة من قريب أو بعيد عما يعاني منه، فلك حياتك التي اخترتها، وله أيضاً حياته التي اختارها هو، فكري في حياتك وزوجك وأسرتك فقط ولا يشغل بالك أمور أخري لن تزيدك إلا هماً وحتي لو تكرر الحلم معك لا تحدثي به احداً وخاصة زوجك وانسي أمره تماماً لتستقر حياتك.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ أيضاً :
علاقاتي متعددة وخايف علي سمعتي وبناتي ..نفسي أتوب
مرضت زوجتي الأولي لما تزوجت التانية ..أتصرف ازاي ؟
أمي بتعايرني أني عانس وانا لسة 33 سنة