عزيزتي لا أعرف من أين أبدأ، ولكنني سأشرح لك باختصار فقد تصادف أن قابلت شخصاً يصغرني بنحو 9 سنوات أحببته بشدة وأحبني بعنف، وكنت وقتها متزوجة من شخص اضطرتني الظروف للزواج منه ولم أشعر يوماً بحب له، وكنت قد انفصلت عنه مرات ومرات.
ولكنني كنت أعود إليه لأن بيننا أولاد أربعة، وحبيبي أيضاً كان متزوجاً، وكان يقول لي أنه تزوج زواجاً تقليديا وله أيضاً من الأولاد أربعاً، وهو أيضاً لم يجد الحب الحقيقي سوى معي وقد تزوجت من حبيبي لفترة وجيزة، وانفصلنا بعدها لكوني لم أستطع تقبل فكرة أن يكون له زوجة أخرى وبيت آخر مع شدة حبي له.
ولم أستطع أن ابتعد عنه ولم يستطع الابتعاد عني، وعدت تحت الإلحاح لزوجي الأول لإلحاحه الشديد ومحاصرته لي بكل الأساليب التهديد والوعيد وخلافه، ولكني لم أطق العيش معه وانفصلت عنه مؤخراً، مع أنني تقريبا العائل الرئيسي لأولادي حيث أنني من خريجات إحدى كليات القمة وصاحبة وظيفة ومهنة مرموقة مع العلم بأن زوجي الأول أبو أولادي مؤهل متوسط وأيضا حبيبي مؤهل متوسط ولكنه يختلف عن زوجي في كونه ذو مركز ووضع اجتماعي مرموق، والآن الفرصة سانحة للزواج من حبيبي الذي ما زال متزوجا.
ومشكلتي عدم تقبلي فكرة أن أرتبط بإنسان يكون له زوجة أخرى ومع ذلك لا أقدر على فراقه وأيضا زوجي الأول دائم التهديد بعدم زواجي من غيره لأنه يحبني حب جنون، ومستعد لقتلي أنا ومن أتزوجه وحتى أولادي في حال وجدني لرجل غيره، مع العلم بأنه لم يعلم بأنني كنت قد تزوجت من حبيبي حيث أنه كان لفترة قصيرة جداً وأيضا لخوفي منه وثانيا لأني أعمل في دولة أخرى ولم يكن موجوداً بها وقتها الآن أحس أني في دوامة أريد حبيبي لي وحدي وأخاف من تهديدات زوجي الأول وأخاف على أولادي.
حنان – مصر
صديقتي أهلاً بك، ما بين الزوج والحبيب الذي تحول إلي زوج فيما بعد ثم هو الآن مطلقك احترت أنت وحياتك تتنقل بين هذا وذاك وكأنها لعبة أدمنت عليها، فرغم أنك خريجة إحدى الكليات المرموقة وذات مكانة متميزة في عملك إلا أنك أخطأت في المرتين مرة حين تزوجت بمن هو غير كفء لك وأنجبت منه أطفالاً أربعة فجأة تذكرت أنك تزوجته رغم عنك فكيف أنجبت منه أربعة اطفال، ” ما علينا ” المه أنه بدلاً من أن تصلحي ما أفسده الدهر بينك وبين زوجك سعيت لحب آخر ثم طلقت من زوجك وتزوجته ورغم علمك بأنه متزوج تزوجته ولم تطيقي وجود زوجته فربما صور لك خيالك أنه لابد أن يطلقها كما طلقت أنت من زوجك أليس كذلك؟
يا صديقتي المقدمات دوماً تدل علي النتائج، لقد بدأت قصة حب وأنت متزوجة بزعم أنك كنت مرغمة علي الزواج وكان لابد للزواج أن ينتهي بالطلاق لأنك رغم الحب الكبير لزوجك الثاني عدت لزوجك الأول، ثم طلقت منه رغم أنك لست في حاجة مادية أو عاطفية له فمادياً أنت العائل الرئيسي لأولادك وعاطفياً أنت لا تحبينه فلماذا عدت إذن؟ هل عدت تحت تهديد السلاح وإذا كان كذلك فكيف طلقك مرات ومرات وتزوجت دون أن يعلم وهو الآن يهددك بالقتل إن تزوجت وكأنها المرة الأولي التي يطلقك فيها.
صديقتي في قصتك غموض غير مفهوم فرغم كل المبررات التي وردت في رسالتك فليس فيها ما يبرر خيانتك لزوجك ذلك لأنه لاشئ يبرر الخيانة مهما كانت الإطلاق لأنها مرفوضة بكل المقاييس ومرفوضة من كل الأعراف والأديان، ومن المؤكد أنك تعرفين كل ذلك ولست بحاجة إلي من يردده علي مسامعك، لكنك في حاجة إلي من يقول لك أنك رغم مبرراتك غير صادقة مع نفسك، لا تعرفين ماذا تريدين، ولا من تريدين، هل تريدين زوجك الأول أو الثاني، أم تريدين زوجاً تفصيل كالثوب أو الحذاء يسهل خلعه وارتداؤه وقتما تريدين، حددي هدفك الأول وماذا تريدين ثم بعد ذلك اختاري، لكن اعلمي أن لكل اختيار تبعاته التي عليك أن تتحميلها، ولا تنسي وأنت تختاري أن لديك أطفالاً عليك أن تفكري في مصلحتهم فقد فكرت في نفسك كثيراً فخنت زوجك ثم طلقت منه لتتزوجي بالحبيب المتزوج وطلقت وعدت إلي الأول وطلقت فصارت حياتك كأنها فيلم هندي بطله مريض بالطاعون فلا يشفي ولا يموت كل هذا بسبب جريك وراء أهوائك.
يا صديقتي إن كليتك المرموقة وعملك المحترم كانا يؤهلانك لحياة مختلفة ومستقرة بدلا من كل هذا التخبط الذي تعيشين فيه الآن، حتى ولو كانت حدثت عثرة في طريقك فليس معني هذا ان تعيشي حياتك كلها بين زواج هذا والطلاق من ذاك، وأنت متناسية تماماص انك مسئولة عن أربع أطفال عن أمنهم وحمياتهم وتوفير الدعم والاستقرار النفسي لهم خاصة وأنك في بلد غير بلدك، فكيف بفاقد الشئ أن يعطيه وكيف قبل كل ذلك تكونين لهم القدوة والمثل وأنت كل ما تفعلينه هو الجري وراء أهوائك، والتخبط في دروب الحياة هكذا
يا صديقتي يءسفني أن اقول لك إن ما تعانين منه الآن ليس له سبب سوي أنك لم ترضي بما قسم الله لك فتمردت علي زوجك الاول بحجة انك أرغمت علي الزواج منه، ثم تمردت علي زوجك الثاني بحجة أنه متزوج رغم أنك تكبرينه ب9 سنوات ولديك أربعاً من الابناء ورغم أنك اخترته وخنت زوجك من أجله، وفي كل مرة كانت لك حجة غير مقنعة والآن أنت مطلقة حائرة بين الاثنين فمن تختاري؟ وأنا لا سلطان لي عليك ولن أقول لك من تختارينه، لكن أنت أعلم مني بظروفك ولك مطلق الحرية في اختيار من يتفق وظروفك وحاجتك وحاجة أطفالك لتتعلمي من تجاربك السابقة وتجعليها آخر معاركك مع الزواج والطلاق فيستقر بك المقام مع من يناسبك الأول أو الثاني، المهم هو أن تختاري وتحسمي أمرك.