السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حاولت كثيراً قبل أن أكتب إليك أن أكون موضوعياً في رسالتي، أنا رجل في الخامسة والثلاثين من العمر متزوج ولى بنتين أحبهما كثيراً والحمد لله مشكلتي هي زوجتي التي تكبرني بعام وفى فترة الخطوبة عرفت هذا لكنها لم تصارحني به قبل الخطوبة وأقنعت نفسي فماذا يمنع قبل الزواج كل شىء فيها كان جميلاً، طبعاً وخلقا وزينة وبعد إنجاب البنتين والحمد لله لم تعد زوجتي هي زوجتي لم تعد تهتم حتى بنفسها ولا تهتم بى، حاولت مراراً وتكراراً أن ألفت نظرها إلى أن الزوجة لابد أن تكون أميرة في بيتها أحكى لها كثيراً عن نساء يجب أن تفعل مثلهن لكنها لا تهتم بما أقول.
لا توجد لغة للحوار بيننا لا نتكلم في شيء أعمل من أجل بيتي وبناتي وأعود للبيت مبكراً حتى أجلس مع بناتي وزوجتي أجدها نائمة نوماً عميقا، أدخل وأجهز عشائي ثم أنام كل هذا وهى نائمة، لا توجد علاقة بيننا من أي نوع كان، فاتحتها في أنى سأتزوج قالت عادى جداً وكلما كلمتها في علاقتنا وأنها يجب أن تكون علاقة زوجين يكون ردها ” مش أنت قلت هتتجوز ” رغم أنى لا أريد أن أتزوج فبيتي في نظري يكفيني وبناتي عندي بالدنيا لكنها، وبكلامها تدفعني لذلك وفعلا يسيطر علىّ حاليا فكرة الزواج لكنى خائف من تكرار التجربة وأن تصبح مكررة ساعتها سألاقى الأمرين. أتمنى زوجة تقدر معنى الحياة الزوجية حتى لا تتكرر تلك التجربة أرجو الرد سريعاً.
مش تمام – مصر
واقرأ ايضاً :
تزوجت عرفي و تركته وخُطبت لابن خالتي ..بس مش مبسوطة !!
علاقة زوجي بزوجة أخيه مش مريحة ..أعمل إيه ؟
رغم أني تنازلت له عن كل شيء في النهاية تركني !!
أخي الفاضل أهلاً بك، يبدو أن فارق السن بينك وبين زوجتك، يؤرقك وإلا فلماذا ذكرته في صدر رسالتك وأكدت عليه رغم أنك ارتضيته، من البداية، لماذا لم تنسه طوال هذه السنوات، وما المشكلة في أن تتغير زوجتك درجة أو درجتين، إن طبيعة الحياة تفرض علي الإنسان التغير بشكل مستمر، وعليك أن تسأل نفسك لماذا تغيرت وهل أنت لازلت تعاملها بنفس الحب والود القديم، هل أهملتها أو أسأت معاملتها أو جرحت كبريائها أو انتقدتها بأسلوب غير لائق، فأعرضت عنك وظهرت عليها أعراض النفور التي تبدو علي كل زوجة قد يسيء إليها زوجها دون قصد، ثم فجأة يجد أن المسافات بينهما تتباعد والحوارات تقل والتواصل يتلاشي، وهو يقف أمام الحالة ولا يتحري الأسباب أو يتقصي الحقائق، والإنسان لأنه يبحث عن الكمال دائماً فهو لا ينظر إلي ما يملك بل ينظر إلي ما ينقصه.
وأنت في سبيل بحثك عما ينقصك لم تفكر في أن تكمله عن طريق زوجتك، غنما قررت أن تريح دماغك، وتبحث في طريق آخر، ظناً منك ان الزواج الثاني هو الاختيار الأسهل، وأنت لأنك لا تريد أن تحاول مع زوجتك وتعرف أسباب ابتعادها وعزوفها عنك، خاصة وأن هذه ليست طباعاً أصيلة فيها بحسب رسالتك فقد كانت جميلة في كل شيء، لكنها بعد الإنجاب تغيرت ربما لأنها لم تلمس منك تعاوناً معها في تربية الأطفال أو مشاركة في المسئوليات الكبيرة أو غير ذلك.
والزوج المحب لزوجته يا سيدي لا يمل منها ويتركها أو يهددها بالزوج من أخري حتى لو كان مجرد تهديد دون فعل، فأنت بذلك التصرف قد باعدت ما بينك وبين زوجتك لأنك لا تدري وقع هذه الكلمة لدي الزوجة، فربما تكون قلتها عرضاً ولا تقصدها لكنها عند الزوجة تعني الكثير والكثير، ببساطة تعني أنها قد انتهت من حياتك ولم يعد لها وجود وأنك تبحث عن بديل، فأنت بدلاً من أن تحل المشكلة زدتها تعقيداً حتى وإن بدا رد فعل زوجتك فاتر وغير مبال، فهي قطعاً تأثرت وازداد ابتعادها دون أن تدري.
لذلك وإن أردت أن تهنأ مع زوجتك وتعيدها كما كانت قبل ذلك، وإن أردت أن تحيا سعيداً مطمئناً في كنف زوجتك وطفلتيك
فعليك أن تحاول مع زوجتك إعادة جسور الود والتفاهم بينك وبين زوجتك مرة أخري وفتح قنوات للاتصال والحوار، ومحاولة رأب الصدع العلاقة بينكما، حتى وإن بدا ذلك صعب في البداية، من أجل بناتك يجب أن تحاول وتحاول ولا تستسلم لفكرة الزواج الثاني، بل ارضي بقدرك واقنع بما قسم الله لك وتأكد أن جوائز السماء ستعطيك ما تستحقه، فليس معني أنك قد فقدت بعض أسباب السعادة أن تحرم نفسك مما بقي منها.
يا سيدي ما لا يدرك كله لا يترك كله، ابحث عن السعادة في بيتك وليس خارجه، إن الجهود التي ستبذلها في سبيل الزواج من أخري، وأنا لا أظن أنك ستسعد في الزواج من أخري، فأنت كما يبدو من رسالتك شخص طيب مسالم لن تقنع سوي بالحياة مع زوجتك و أسرتك الصغيرة، فلا بأس من محاولة توفيق الأوضاع مع زوجتك والتماس بعض أسباب السعادة التي تبحث عنها، وهذا أمر حسب ظني ليس بعيد المنال، بل هو في متناول يديك، لكن قليل من الجهد والإرادة والإيمان بالله يقرب لك المسافات التي بعدت.
افتح مع زوجتك صفحة جديدة عنوانها المحبة والتقدير، واشرح لها بطريقة لطيفة وأسلوب راق ما يؤلمك منها، وتحدث معها عن كل ما يضايقك منها بصراحة مطلقة، واطلب منها هي أيضاً أن يكون حوارها معك علي نفس المستوي من الصراحة والوضوح مع وعد منك، بأن تتقبل منها كل ما تقوله بصدر رحب وعن طيب خاطر، واسمح لها أن تنتقدك بصراحة وتشرح لك مالا يرضيها من تصرفاتك، علي أن تعدها ببذل كل الجهد لإسعادها وإسعاد طفلتيك، وتأكد أن سعادة الجميع ستنعكس عليك أنت أيضاً سعادة ورضا واستقرار، وقتها ستجد أن كل المشكلات تذوب وكل الحواجز تنهار أمام مشاعر صادقة متدفقة.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ أيضاً :
متزوج باثنتين وبتمني اتجوز التالتة .. هل ده غلط ؟
بعد الجواز اكتشفت انه بيحب زوجته الأولي اكتر مني!!
زوجتي عصبية زهقتني وبفكر اتجوز عليها !!