السلام عليكم مشكلتي تؤرقني جداً وأتمنى من الله أن أجد الطريق الصحيح لحلها فأنا مخطوبة لأحد أقربائي، وتقدم لي منذ خمس سنوات وكنت غير مقتنعة به تماما ولكنه ظل يلاحقني طول تلك الفترة بدون أن يكل أو يمل وأظهر حبه لي أمام جميع أفراد العائلة وجميع الناس، ولم يخجل من ذلك سواء من تصرفات أو توبيخ الآخرين له على إصراره على أن يرتبط بى أمام رفضي له،
وأمام كل ذلك وافقت عليه لما لمسته من حب وحنان واحتواء في معظم التصرفات وأحببته جداً جداً وأصبحت لا أرى أحد في العالم كله غيره ولا أشعر بسعادة إلا معه حتى وقت خلافات بيني وبينه يكفيني أن يكون جالساً معي أو حتى أسمع نفسه بدون أن يتكلم فيكفيني وجوده جنبي فقط، ولكن الارتباط تم بعد عدة مشاكل مع الأهل حول الاتفاق على متطلبات الزواج، فهو يعمل في السعودية منذ فترة قريبة وكان مصمم على عدم إحضار شقة لي في مصر،
و يراني مقصرة في حقه في أنى لم أقنع أهلي بالتغاضي عن مبدأ وجود شقة لي في مصر وأنى مش مقدرة ظروفه مع العلم أنه لا يبخل على نفسه بشيء فدائماً يشترى أفضل الأشياء وأغلاها وعند سفره اشترى سيارة وأشياء عديدة وعندما حضر اكتفى بإحضار دبلة فقط لي للارتباط فقط لأنه عندما سألته عن الشبكة كان عايز يشتريها من السعودية ولكنى رفضت وأخبرته أنى أرغب في اختار شبكتي بنفسي وأفرح بها وسط أهلي فكان عقابه لى انه لا يوجد شبكة لان الظروف لا تسمح وهكذا كل الهدايا التي يحضرها لى سيئة غير مناسبة تماما لي.
والمشكلة الأكبر أنه الآن أصبح يثور على أتفه الأسباب ولا أرى منه الحب ولا الحنان الذي عشقته فيه كأنه شخص آخر استبدل تماماً فدائما يطالبني بحقوقه علىّ، وعند التحدث عن حقوقي عليه يخبرني أنه كبير بما يكفى ولا ينتظر منى أن أخبره عن كيفية تعامله معي فهو غير مقصر معي فى شىء وأن التقصير منى أنا وبسببي فيغضب على أتفه الأسباب، وحاولت أراضيه بكل الطرق التي ترضى غروره كرجل أمام تنازلات منى عن كرامتي وكبريائي كأنثى وأمام كل ذلك لا أرى أي شيء ولا حتى معاملة طيبة، كأنه يرغب في الانتقام منى مبدأ التسامح غير موجود عنده نهائياً فلا ينسى شيء ودائما يذكرني برفضي له فى السابق، وما سبب له ذلك من ألام فأنا الآن التي أعانى من الألم فدائماً حزينة وأشعر بانكسار وخصوصاً أمام أهلي فهم رافضين استمراري معه.
وأنا أحبه ولكن أصبحت أشعر بالحزن دائماً وأشعر بوجع في قلبي من كتر حزني على معاملته لي فماذا أفعل؟؟؟ هل أبتعد عنه لأنه غير قادر على أن ينسى رفضي له في السابق، عدم رؤيته لما عليه من التزامات مادية تجاهي واجبة عليه كالشقة وأن هذا لا يوجد به عدم تقدير لظروفه وظروف غربته، عدم وجود مبدأ التسامح، إصراره أنه الآمر الناهي وأنى أكون تابع له فقط أوفر له الحب والحنان وأن أي قسوة منه يكون ذلك أكيد بسببي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أنا في حيرة وألم أرجو الاهتمام برسالتي والرد على لأني أقسم بالله العظيم أشعر دائما بالحزن والانكسار ووجع في القلب.
nada -Egypt
واقرا ايضاً
أهلي رافضين زواجنا لأني غنية وهو فقير
زوجي بيصرف عليا بالعافية لأني زوجة تانية !!
زوجته عقيم ويردني زوجة تانية أعمل إيه ؟
صديقتي أهلاً بك، حين يقترن الحب بالانتقام لا يكون حباً، بل يتحول إلي شيء آخر ويتحول لعلاقة أخري أبعد ما تكون عن الحب واقرب ما تكون لحلبة المصارعة حيث الانتقام هو سيد الموقف وحيث التربص بالطرف الآخر وانتظار لحظة الانقضاض، فكيف تكون الحياة علي هذه الصورة يقول ديل كارنيجي ” إنني أعتقد أن تقدير الأشياء بقيمتها الصحيحة سر عظيم ” والحياة صديقتي أقصر من أن نضيعها في التوافه والانتقام والحقد الذي لن يجلب لنا سوي المرض بالقلب والقرحة وضغط الدم والسكر وخلافه، يقول وليم شكسبير:
لا تنفخ لعدوك ناراً أو تزد جذوتها
فقد تؤذيك أنت من النار لفحتها
فإذا كان هذا هو حال شكسبير مع العدو فكيف يكون الحال مع من يهواه القلب وهو أنت، كيف لا ينسي لك خطيبك ما فعلته؟ وقد أمرنا ديننا الإسلامي بالعفو والصفح وعدم رد الإساءة بالإساءة “إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ” هكذا علمنا القرآن الكريم وأمرنا الله سبحانه وتعالي، بالإحسان والعفو والصفح، وقد علمنا المسيح عليه السلام أن نعفو إلي سبعين مرة وهو بذلك كان يعلم أصحابه أن يحسنوا علاقتهم مع الناس وأن ينتصروا لأنفسهم علي الانتقام والغل والحقد ويعلو فوق كل ذلك، وهو نفس المبدأ القرآني الجميل الذي يأمرنا بالعفو عند المقدرة وكظم الغيظ، والتسامح مع من أساءوا إلينا ومع من جرحونا.
وهو ما يجب أن يتعلمه خطيبك ويسامحك إذا كنت قد أسأت إليه في يوم من الأيام، وإن أتت إسائتك له دون قصد وعليه أن يعلم أن ما فعلته في يوم من الأيام من رفض أو غيره لم يكن بدافع الانتقام وإنما كان بدافع الخوف والقلق والتفكير فترة أطول ، وهو حقك
صديقتيأنت في حاجة إلي الجلوس مع خطيبك جلسة صراحة تحدثينه فيها عن كل ما تشعرينه به وتشرحين له كيف ان الغل والحقد والرغبة في الانتقام من صاحبها الكثير والكثير من صحته وسعادته واستقراره وراحة باله، وكيف أن التسامح قمة كبيرة لا يستهان بها ولا يقدر عليها إلا من كان له قلب أو القي السمع وهو بصير، وكيف أن التسامح والعفو قيم جميلة خطيبك نفسه في حاجة إليها ليستطيع التعايش والتكيف مع المجتمع حوله، وغلأا وجد نفسه يعيش في حالة انتقام دائم مع كل من أساء إليه بقصد او بدون.
أما أنت فأقول لك إن التنازل يدبا دائماً بخطوة واحدة فتنازلك عن حقوقك معه صور له ان بإمكانه أن يبيع ويشتري فيك كما يشاء لأنك راضية به في كل الأحوال والإنسان الممتليء بالقيم الأصيلة النبيلة، الواضح هو من يقدر معني التضحية ويقدر معني أن تكون شريكة المستقبل مضحية تتنازل عن حقوقها مقابل الارتباط به.
يؤسفني أن أقول لك إن خطيبك يمتلئ بالعقد النفسية التي قد تنغص عليك حياتك فهو شخص أناني يحب أن يأخذ فقط ولا يمتلك القدرة علي العطاء أو الصفح، وظني أنه لا يحبك بل إنه فعل كل ما فعله من أجل الارتباط بك رغبة في التملك، والحصول علي كل ما يطلبه هذه كلها كانت دوافع للتمسك بك مهما رفضته ، وهو ما يبرر أنانيته معك وبخله وحرصه علي ألا يعطيك أي حق مادي، والحقيقة أن كل المؤشرات التي شرحتها تؤكد أنك لن تكوني سعيدة معه علي الإطلاق لأن فترة الخطوبة المفروض أنها أحلي فترات العمر بالنسبة للشاب والفتاة كل منهما يحاول أن يظهر أفضل ما عنده فإذا كان هذا هو أفضل ما عند خطيبك، فكيف سيكون وجه الحياة فيما بعد؟ أعتقد أنك يجب أن تكون لك وقفة حاسمة وحازمة لوضع النقاط علي الحروف فإما أن يعترف بحقوقك المادية كلها ويغير طريقته في التعامل معك علي أساس المستقبل وأن ينسي الماضي تماماً، وأن يعلم أن البخل عادة مقيتة منفرة، أو أن يذهب كل منكما في طريق
لكن الاستمرار علي هذا الوضع معناه حياة غير مستقرة وحالة من التقتير الشديد ستعانين معه أنانية وقسوة بسبب أنك تحبينه وهو لا يبادلك هذا الحب، كونه شخص غير قادر علي التسامح والعطاء، لانه فيما يبدو يرفع شعار ما تملكه اليد تزهده النفس فهو كان ولهاً بك قبل أن تكوني ملك يديه والآن فقد كل رغبة فيك بعدما تأكد أنك معه ولن يحتاج لبذل جهد في سبيل إرضائك، في النهاية حل مشكلتك بيدك أنت لا بيدي ولا بيد أهلك ولا حتي بيد هذا الشخص، ارفضي التنازل وطالبي بحقوقك وقفي في وجه ظلمه لك مرة واحدة .
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرا ايضاً :
زوجتي عديمة المشاعر ونكدية وكئيبة