السلام عليكم ورحمة الله أشكركم على هذه النافذة الجميلة، وأشكر الأخت عواطف على كل الردود الرائعة والحكيمة، سيدتي أنا أطمع بعطفك على حالي وأتمنى من حضرتك رد يريحني، لأني حقيقة متعبة جداً أنا أبلغ من العمر 23 متزوجة وعندي طفلين لكن تعرفت منذ فترة على شخص عن طريق الانترنت وأحببته جدا وهديت كل حياتي من أجله، وطلبت الطلاق، وأنا الآن أسعي على إجراءات الطلاق الرسمية، حتى أتزوجه، لكن يا أختي هذا الشخص طلب مني أبيع ذهبي وأساعده لأنه في مشكلة، ويحتاج مساعدة، وحاول هو وأهله بكل الطرق، المهم أنني ما بعت شئ، وقد كان سابقاً يجلس علي النت 24 ساعة، بدون عمل أو أي اهتمامات أخري، والآن من فترة بسيطة طلب مني مرة ثانية أن أساعده، لكني رفضت وبعد يومين تغير تماماً صار إنسان ثاني ما عدت أراه علي النت، ودائما مشغول أو يدعي ذلك، وفي بعض الأحيان التليفون مغلق، ودائما يسهر مع أصحابه في حفلات حتي الصباح، كل شئ فيه تغير، حتى ملابسه وحقيقة أنا ما مرتاحة للتغيير أشعر بشئ مريب جداً ورافضة تماما كل ما يحدث، وأتمنى الابتعاد عنه لكني أحبه رغم أني أعرف جيداً أنه غير مناسب للزواج ولا حتى التضحية بحياتي وأولادي من أجله
الكويت – maya
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أولاً أشكرك علي كل المديح الذي كلته لي ولصفحة أوتار القلوب وإن كنت أتمني ألا تتغير فكرتك بعد أن تسمعي مني، في الواقع صديقتي كنت أتمني أن أعطف عليك أو أكون في صفك أو اواسيك علي خيبة املك في شخص أقل ما يوصف به أنه حقير، لكنني في الحقيقة أشفق عليك وأرثي لحالك، ولأنني أقسمت علي الله ألا أقول إلا الحق والحقيقة حتي لو أغضبتك أو أغضبت غيرك ممن يضحون بالغالي من أجل الرخيص ويصور لهم قصر نظرهم أنه الحق المبين، وسيرون في غيهم يعمهون دون أن يتركوا لنفسهم فرصة للتفكير أو مراجعة النفس
في الحقيقة صديقتي إن ما أنت فيه الآن هو جزاء عملك وهو ما تستحقينه تماماً، عفواً لقسوتي عليك، ولكنك أنت التي قسوت علي نفسك عندما بعت المأمون والمضمون والجميل في حياتك بالسراب الخادع، اشتريت الحقيقة بأوهام عبيطة، وأحلام ساذجة و جريت وراء نزوة طائشة وسولت لك نفسك الأمارة بالسوء، والفراغ الذي عشت فيه، وعشش في نفسك كما تعشش البوم في الخرائب أن السعادة هي أن تتركي أولادك وتهيمي وراء هذا الكذاب، وتصورت أن السعادة هي كلام معسول أهبل كلام عبيط ليس له ثمن، ولا يساوي حتى عند قائله مثقال حبة من خردل، إنما فقط هو مجرد طعم يصطاد به السذج من أمثالك اللاهثين وراء متع الدنيا والضاربين بكل ما ورائهم من أشخاص يأملون فيهم عرض الحائط، وهم بذلك يحسبون أنهم علي الحق ” وهم كما قال عنهم ربنا عز وجل في كتابه العزيز ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً(104)” صدق الله العظيم، لكن عذرك الوحيد سيدتي هو صغر سنك وعدم إلمامك بالكثير من التجارب التي تؤهلك للتعامل مع النفوس المريضة، أمثال هذا الشخص الذي لم يتورع عن خداعك إلي الدرجة التي جعلك تهدمين بيتك وتضحين بزوجك وأطفالك، من أجل وغد كل ما يهمه هو أن يخرج من علاقته بك بصفقة مادية ينفقها علي ملذاته، ثم يتركك باحثاً عن فريسة أخري وضحية جديدة، ولعل ذلك يكون درساً لك صديقتي تستمدين منه العبرة وتستنبطين منه العظة، وينفعك إذا أسعدك حظك وعادت الأمور إلي مجاريها بينك وبين زوجك، تتعلمين منه أن من تضحي بأولادها وزوجها ببساطة يسهل عليها أن تضحي بأي شئ وكل شئ، وأنها تصبح حين ذاك غير مأمونة الجانب، أرجو أن تكوني قد وعيت الدرس جيداً، وتعلمت أنه لا شئ في الحياة يعادل الحياة الكريمة المحترمة في كنف بيت وزوج وأولاد، حياة غالية لمن عرف قيمتها وأنت تضحين بها بجرة قلم ودون أدني تفكير، يكفي أنك مدركة تماماً أن وقعت في براثن شخص لا يستحق التضحية، واحمدي ربك أنك اكتشفت حقيقفة أمره باكراً وأدركت كم كنت مخطئة، لكن الإدراك وحده لا يكفي، إنما من الضروري أن يتبع ذلك خطوات إيجابية تنقذين بها حياتك من الضياع، طبقاً لمبدأ إن من أفسد شيئاً فعليه إصلاحه فعليك إذن أن تبدأي خطوات جادة نحو العودة لزوجك وإنهاء كل القضايا بينكما، وأنت تعلمين أن ما تقدمينه إنما هو فقط تكفير لذنب اقترفته ومعترفة به في قرارة نفسك ، بل وتبدي ندمك التام واستعدادك لتعويض زوجك وأولادك عما سببته لهم بقسوتك وجهلك بحقائق الحياة وعمق معانيها، واطلبيمنهم جميعاً الصفح والسماح وليس عيباً أن نطلب العفو ممن أسأنا إليهم دون ان يكون لهم في ذلك أي ذنب سوي أننا تركناهم يواجهوا حياتهم وتخلينا عنهم لدوافع أنانية وضعف في نفوسنا، اسأل الله لك الهدي والهداية