عمري 32 عاما كلما تقدم لي عريس يذهب عني ولا يعود برغم أني على قدر من الجمال ويشهد لي الجميع بالاتزان والعقل الراجح والدين والخلق والحمد لله، ولكن لا أدري ما يحدث وأسررت لنفسي أن نصيبي لم يأت بعد، ولكن توقف العرسان عن المجيء منذ حوالي السنة، والآن متقدم لي شخصان في وقت واحد أحدهما يصغرني بثلاث سنوات وهو متمسك بي جداً رغم أني نبهته إلى فرق السن وعواقبه وهو إمكانياته المادية محدودة للغاية، وقد نسكن في شقة أملكها أنا أما الآخر فيبلغ من العمر 49 سنة، وهو يعمل في وظيفة مرموقة ومستواه المادي جيد وللعلم فأنا لا أميل إلى هذا ولا ذاك ولكني مضطرة لقبول أحدهما، لأنه أولاً فرص الزواج أصبحت تقل ولأنني أتوق لإنجاب طفل والاستقرار في أسرة، فأنا أعيش وحيدة بعد وفاة والداي وقد تعبت من الوحدة وأخشى أن أبقى وحيدة بقية عمري.
ورغم أني يساورني الشك في أنهما قد يذهبان كما حدث قبلهما إلا أن تمسكهما الاثنان بي يزيد تعلقي بالأمل في أن أتزوج، ولكني لا أدري أيهما أختار.. الذي يصغرني أخشى على مستقبلي معه من الناحية المادية ومن حيث فارق العمر على الرغم أن مظهري لا يبدو أكثر من 25 عام بشهادة الجميع ولكني أخشى.. و الآخر أخشى كبر سنه عني والمشاكل التي قد تحدث نتيجة ذلك بدءاً من القدرة الجنسية والقدرة على الإنجاب فكلانا في سن كبيرة، وأخشى أن يحول ذلك دون الإنجاب كما أخشى تبعات ذلك من الغيرة والشك وما إلى ذلك.. لا أدري القرار الصحيح ولا أعرف من أختار مع العلم مرة أخرى أنه من الناحية العاطفية والراحة النفسية كلاهما سواء.. فأرجوكم ساعدوني ماذا أفعل.. وشكراً.
نور الهادي – مصر
واقرا ايضاً :
علاقتنا مستمرة من سنين ودلوقت رافض يتجوزني !!
أشعر بالذنب تجاه حبيبتي .. أتركها ولا أكمل ؟
زوجي بيحبني بس عاوز يتجوز عليا ..اعمل إيه ؟
صديقتي أهلاً بك، أشعر بك وأقدر آلامك وحيرتك وأتعاطف معك تماماً، وإحساسك بالوحدة بسبب اليتم الذي تعانينه، وأنا معك في ما يعتريك من قلق، وخوف بسبب الوحدة لكن كل ذلك يجب ألا يضطرك للقبول بما أنت لست مقتنعة به، حتي لو كان السبب هو تأخر سن الزواج، والعرسان الذين يذهبون بلا رجعة، فأنت تعلمين أن الزواج كالرزق كل فرد له منه نصيب معلوم، أرجو أن تطمأني إلي هذه الحقيقة تماماً لتكوني بعدها قادرة علي اتخاذ القرار السليم.
لذا أقول لك إنك لست مضطرة لقبول واحد من الاثنين، فلا قبول ولا تكافؤ ولا حتى الحب، أنا أرفض تماماً أن تفكري بهذه الطريقة ة مع تقديري الكالمل لظروفك واحترامي التام لرغبتك المشروعة في الزواج والإنجاب والاستقرار مع أسرة يغلفها الحب ويحوطها الحنان، في الزواج فقط لمجرد الهروب من العنوسة واتقاء ألسنة الناس والخوف من العمر الذي تقدم وفرص الزواج التي تقل، لأن الزواج أهدافه أسمي وأعلي وهو قيمة أعلي وأغلي من أن يكون مجرد حالة هروب من الوحدة والقبول بأي طارق.
اهدئي حبيبتي وفكري جيداً أنا أعرف أن الخوف من تقدم العمر يدفعك للتفكير الخاطئ، لكن التسرع أيضاً قد يؤدي إلي نتائج غير حميدة، أسوا شيء أن يفرض علي الإنسان اختيار أو يضطر لقبول مالا يقبله بحجة الظروف، صديقتي إن الإنسان القوي هو من يتحكم في ظروفه ومصيره لا من يترك نفسه للظروف كالريشة في مهب الريح يلفحها كيف شاء ويحركها متي شاء، أنت إنسانة قوية وناضجة ومن الواضح أنك تعملين ولديك ما يؤهلك للاستقلال المادي التام بدليل إن لديك شقة فأنت لست في حاجة للزواج لأسباب مادية إنما تحتاجين الزواج من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال والاتكاء علي رجل يكون لك ونيس وسند وعوناً علي الأيام والوحدة، إذن أنت في احتياج لرجل يحبك وتحبينه يتوافق معك تختارينه بقناعة باتفاق القلب والعقل.
وأنت لست مضطرة للزواج فقط لأن العمر قد مضي هذا الكلام صار قديماً وغير صالح للاستهلاك الآن ونحن في عصر لم تعد المرأة مجرد زوجة وكفي، بل هي شريكة الزوج ورفيقته في الكفاح والنجاح وزميلته في العمل القوية التي تتحمل الأعباء والأثقال دون أن تكل أو تشكو بل هي سعيدة وصابرة ومتحملة، ولم تعد هي الفتاة المسكينة المغلوب علي أمرها التي تجلس في البيت تنتظر العريس ويحلم الأهل بيوم زواجها باعتبارها “هم وانزاح “،
صديقتي لهفتك علي الزواج قد تضرك وتدفع بك للقبول بأي شخص حتي لو كان غير مناسب، و عقلك الراجح يجب أن يمنعك من الوقوع في الخطأ وإساءة التصرف، لقد ارتفع سن الزواج في العالم كله تقريباً وفي البلاد العربية خاصة في ذاك العصر الذي نعيشه ومع ما نواجهه من أزمات اقتصادية طاحنة دفعت الشباب إلي الزواج في سن متأخر والفتيات إلي العمل وعدم انتظار ابن الحلال، فلا تقلقي بشان النصيب والقطار الذي تودين اللحاق به لأن الله قدر لنا أقدارنا وكتب لكل منا نصيبه من الرزق والزواج والأولاد والعمر.
وتذكري دائماً أن المشكلة ليست في العنوسة ولا الزواج لكن في النجاح في أي منهما، فما فائدة الزواج لو كان فاشلاً يضيف لك عبئاً فوق الأعباء، وما أجمل العنوسة لو كانت ناجحة مستقرة فيها أمل في زواج مستقر واعد، وما أتعس الزواج إن كان لا قدر الله فاشلاً، يفتقر لكل مقومات النجاح، وتذكري المثل الذي نردده نحن المصريون ” قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة”.
اهتمي بنفسك وبجمالك وبهندامك وحسن مظهرك ودعي أمر الزواج إلي أن يأتي وقته المعلوم الذي قدره الله، تفاءلي واعلمي أنك بخير واحمدي ربك دائماً علي النعمة ورددي العبارات التي تدعم ثقتك بنفسك ، وتقويك وتشعرك بأنك غالية، إذا ما فعلت كل ذلك فتأكدي أن قرارك واختيارك سيكون سليماً، لأن إحساسك إيجابي في كل الظروف، ومهما كانت التحديات لا تدعي الأحاسيس السلبية تؤثر عليك و تهزمك وتدفعك دفعاً لاتخاذ قرارات خاطئة، بل قولي لنفسك دائماً لازال هناك أمل مازالت أمامي فرص كثيرة، الحياة تحمل لي الأفضل، إن الله سبحانه وتعالي يدخر لي الخير، سأصبر حتى أحقق ما أطمح إليه، استمتعي بما هو متاح لك في حياتك وتوقعي الأفضل دائماً واسعدي بمزاياك وانتظري من الخير إن شاء الله، سأنتظرك في الرسالة القادمة وأنت تبشريني وكل القراء بزواج سعيد إن شاء الله، اسأل الله أن يسعد أيامك ويعجل لك بالخير إنه ولي ذلك والقادر عليه .
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الاسرية والاجتماعية
واقرأ ايضاً :
انفصلت عن زوجي الأول ورضيت أكون زوجة رابعة ..ندمانة !!
زوجي خانني وأنا رديت له الخيانة بس ندمت !!
زوجي تزوج بأخري ولا ينفق علي